تأملات القراء

دون الصلاة يضعف المؤمن !

 

تعريف الصلاة

الصلاة في المسيحية هي صلة حقيقية وعلاقة حية وشركة روحية مع الله , فيها يقدم المصلّي لله الشكر والحمد ويسأله غفران خطاياه ويرفع أمامه طلباته وتضرعاته. وتندرج الصلاة في سياق عبادة الله الواحد. تدخل الصلاة في صلب حياة المؤمن المسيحي إذ تُعتبر الغذاء الروحي الذي ينمّي الإيمان ويقويه ويثبته، ومن دون الصلاة يضعف المؤمن ويفتر إيمانه ويصبح فريسة سهلة لعدو الإنسان أي الشيطان. إنه امتياز عظيم أن نكون في محضر الله نكلّمه ونشعر بروحه يقودنا ويرشدنا ويصغي إلى صلواتنا إصغاء الأب الحنون.

هل الصلاة من الفرائض في المسيحية

الصلاة في الايمان المسيحي ليست بأي حال من الأحوال فرضاً واجباً يؤديه الإنسان لكي يُرضي الله. لأن الفرض هو واجب مفروض على الإنسان فإذا أدَّاه الإنسان فقد وفّى الفرض حقّه وأكمله. أما الصلة الحقيقية فهي علاقة حية تنبع من قلب الإنسان فتكون صلاته إنما نتيجة هذه العلاقة الصادقة القلبية بين الله والإنسان. لذلك فالفرق كبير بين الصلاة وبين الفرض. فمن يؤدي الصلاة كفرض يؤديها خوفاً من غضب الله واسترضاءً لوجهه فيمتلأ قلب الإنسان بعبودية الخوف والشك من السيد.. أما من يمارس الصلاة في المسيحية فإنما يمارس علاقة قلبية صادقة مع الله خالية من عبودية الخوف والشك كما هو مكتوب “إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا آبا الآب.” لذلك فصلاة المسيحي الحقيقي تقوده إلى شركة تلذذ مع الله فتصبح حياته كلها صلاة يمارسها بروح البنوة والمحبة فيتصل بالآب السماوي في كل حين فتسمو حياته وتتقدس وتتطهر وتمتلئ من معرفة مشيئة الله “في كل حكمةٍ وفهمٍ روحي” وعلاقة البنوة والمحبة في قلب المؤمن “تطرح الخوف إلى خارج” وتعطي الإنسان ثقة وفرحاً وانتظاراً في صلاته .. يقول الكتاب “فلنتقدَّم بثقةٍ إلى عرش النعمة لكي ننال رحمةً ونجد نعمةً عوناً في حينهِ” “فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع .. لنتقدَّم بقلبٍ صادق في يقين الإيمان مرشوشةً قلوبنا من ضميرٍ شرير ومغتسلةً أجسادنا بماءٍ نقي لنتمسَّك بإقرار الرجاءِ راسخاً لأن الذي وعد هو أمين.”

كيفية الصلاة ومكانها

الصلاة في المسيحية قد تكون فردية أو جماعية. الصلاة الفردية أن يكون المؤمن وحده في مكان معيّن (في بيته، سيارته، عمله، مدرسته أو جامعته، في الطائرة، أو البحر أو في أي مكان آخر)، يصلّي لله بخشوع وتقوى ووقار ومهابة. والصلاة الجَماعية، وهي غالباً ما تكون ضمن لقاء مجموعة من المؤمنين المسيحيين في اجتماع يدعى اجتماع الصلاة.

شروط الصلاة

لا يوجد شروط محدّدة للصلاة، كغسل اليدين مثلاً أو عدد ركعات معينة أو ترداد الكلمات نفسها كلّ مرة. الله لا ينظر إلى خارج الإنسان بل إلى داخله، أي فكره وقلبه (دون إهمال شكله الخارجي). الله يريدنا أنقياء من الداخل كي يُسَرّ بصلواتنا وتكون مقبولة عنده ويرضى بها ويستجيبها بحسب مشيئته، نقرأ في رسالة يعقوب 4: 8.

أوقات الصلاة ووجهتها

تحديد وقت الصلاة لا علاقة له بتعليم كتابي أو عقيدة إيمانية إنما له طابع تنظيمي شكلي فقط، لذا، يمكن لكل كنيسة أن تحدِّد موعداً أو وقتاً معيناً يلتقي فيه المؤمنون للصلاة في الكنيسة، كما يمكن لأي مؤمن أو مجموعة مؤمنين أن يصلّوا في أي وقت يحددونه.
نحن نؤمن أنّ الله غير مقيّد بوقت ولا بمكان وهو يصغي لمؤمنيه في أي وقت يطلبونه ويسألونه، مصلّين له بحمد وشكر وإكرام رافعين إليه تضرعاتهم وطلباتهم بإيمان وبنقاء الفكر والضمير. والإنجيل المقدس يحثّنا على الصلاة قائلاً في إنجيل لوقا 18: 1، وفي كولوسي 4: 2. يصلي المؤمنون بكل الاتجاهات، والله يسمعهم ويقبل صلواتهم إن كانت نابعة وصادرة من قلوب طاهرة وعقول نقيّة.

– أخي القارئ، على أمل أن تكون هذه المقالة الموجزة عن الصلاة قد بيّنت لك مفهوم الصلاة في الإيمان المسيحي، نسأل الله أن يفتقدك برحمته فتتوب وتصلي إليه وحده مستسلماً لمشيئته طالباً غفرانه. الرب يحبك ويُسرّ بوجودك في محضره تتكلم إليه وهو يصغي إليك.

دون الصلاة يضعف المؤمن
دون الصلاة يضعف المؤمن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟