تأملات القراء

اخدموا بعضكم البعض

 

قال أحدهم:

تعتقد النفس أنها عظيمة وتتوقّع أن تُخدم. المحبة تَخدم وهي العظيمة.» كان مرنِّم يشهد لرجل يجلس إلى جانبه في أحد المطاعم وكان فرحه عظيماً عندما قاده لمعرفة الرب. وقام في الأسابيع التالية بتلمذة المؤمن الجديد. وبعد فترة مرض فريد، المؤمن الجديد، بمرض خبيث لا علاج له ونُقل إلى أحد المستشفيات حيث كانت العناية دون أي مستوى. فكان المرنم، المشهور في الإذاعة، يزور تلميذه بكل أمانة، يرتّب فراشه، يقوم بغسله ويطعمه وقام بكثير من الأعمال التي كان من المفروض أن يقوم بها طاقم المستشفى. في الليلة التي مات فيها فريد، كان هذا المرنّم المشهور يمسك يد تلميذه، يهمس في أذنيه آيات معزّية من الكتاب المقدس.

«بالمحبة اخدموا بعضكم البعض.» كان أحد معلّمي الكتاب المقدس الكبار يلاحظ أنّ غرفة الحمام، بعد العطلة الصباحية، تكون مغمورة بالمياه. فكان يقوم بتنظيف المغاسل ويمسح الأرض ويجفّفها. لم يكن يقوم بأفضل تعليمه في غرفة الصف. فقد تّعلم طلاّبه التواضع والإلهام من إتبّاع مثاله في تنظيف ما قد تسبّبوا بتوسيخه. «بالمحبة اخدموا بعضكم البعض.»

في نفس تلك المدرسة كان أحد أعضاء فريق كرة السلة خادماً حقيقياً. بعد كل مباراة، عندما كان يهرع اللاعبون متسابقين ليستحمّوا، كان يبقى هو في قاعة اللعب ليتأكّد أن كل شيء مرتّب وجاهز لليوم التالي.

«فقد وجد في أنانية الآخرين فرصة ليجدّد معرفته بالرب عند خدمة الجميع.» «بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً.» أُخذت أُم مسيحية من ريف تركيا إلى لندن لتتبرّع بكلية لابنها المريض. كانت تعتقد أنّ التبرع بكليتها ستكلّفها حياتها. وعندما سألها الطبيب الإنجليزي إن كانت مستعدة ومتأكدة وتريد أن تعطي كلية لابنها، أجابت، «أنا مستعدة أن أقدم كليتيَّ.» «بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً.» في عالمنا هذا الذي تسيطر عليه روح المصالح الذاتية، طريق الأنانية، لا تكثر فيه خدمات التضحية. هنالك فُرصَ يومية تدعو للقيام بأعمال الخدمة.

«بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً.» (غلاطية 13:5)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟