مبادئ إنسانية

أعطني قلب الطفل

55 مبادئ إنسانية :

الإيمان ليس عقلا مشحونا بالعقائد

بل هو قلب ممتلئ من روح الله

من الناس م لا يؤمن إلا بما يرى ولا يصدق غير ما يدركه بعقله ومنطقه

الحياة ليست كتابا مفتوحا فغوامض الحياة أكثر كثيرا من جميع معلناتها

يشحن البعض عقولهم بالمعارف العقائدية بينما تنقصهم بساطة قلب

الإيمان هو الذي يشكل البعد الأعمق للكيان الإنساني ولولاه لتحولت الحياة الإنسانية إلى تركيبة خشنة من التفاعلات الآلية المتسمة بالجفاف

ليس الإيمان هو مجرد التصديق بوجود الله بل هو التصديق بوجوده الفعال والملموس والحي والمتداخل في حياتنا

الإيمان بالله هو تلك الثقة التي لا تتحمل الشك والتي تقوم على علاقة دافئة حنونة واثقة في محبة الله ترى في وعوده يقينا كاملا وتتمسك بتلك الوعود وكأنها تراها بالعين

نحتاج إلى بساطة الطفل وروح الطفل وإيمان الطفل وعينه المتطلعة إلى فوق

قضى الولدان الصغيران يومهما في حديقة فوق إحدى الهضاب المرتفعة وظلا يلعبان حتى مالت الشمس نحو الغروب فوقفا يتأملان فرص الشمس المستديرة وقد انحدر إلى موقع منخفض عند سطح البحر وقال أحد الولدين للآخر منذ قليل كانت الشمس هنا فوق هذه الشجرة لكنها جرت بسرعة حتى وصلت إلى البحر وهنا قال الآخر إن الشمس لم تتحرك بل الأرض هي  التي تحركت هكذا قال أبي ونظر الولد الأول إلى رفيقه بدهشة وقال كيف يكون ذالك؟ لقد رأيت الشمس بعيني وهي تسير نحو الغرب وأنا  أصدق ما تراه عيني فرد الآخر وأنا لا أعلم كيف لكنني أصدق ما يقوله أبي

هذه القصة رغم بساطتها فإنها توضح التوجهات الإيمائية المختلفة التي تحكم مواقف البشر

فمن الناس من لا يؤمن إلا بما يرى ولا يصدق غير ما يدركه عقله ومنطقه ومنهم من يعرف أن حقائق الحياة والوجود أكبر كثيرا من أن يحيط بها الإنسان الفرد بعقله وحواسه المحدودة

بعض الناس يحسبون أن الحياة قد أصبحت كتابا مفتوحا بينا يدرك البعض أن غوامض الحياة أكثر كثيرا من جميع معلناتها

بعض الناس يستلهمون حكمتهم أو حكمة التاريخ والمنطق بينما يرفع البعض عينه إلى فوق ليستلهم السماء

بعض الناس يسجنون أنفسهم في دائرة الحواس الإنسانية بينما يفتح البعض قلوبهم لروح الله لينير لهم الطريق

بعض الناس يشحنون عقولهم بالمعارف العقائدية الجافة بينما يتقبل البعض الإرشاد الإلهي المباشر في بساطة قلب

الإيمان والحياة

يشير الإيمان بصفة عامة إلى كل ما هو خفي وراء المنظور فكلمة الإيمان تقابل كلمة العيان فالإيمان مضمون روحي تراه الأرواح مثلما ترى العين كل ما هو جسدي ومع ذالك فإن الأيمان ليس قاصرا على أمور الدين فحسب بل هو ضرورة حياتية لا تستقيم بدونها الحياة الإنسانية فتعاملاتنا الاجتماعية والتجارية تقوم على قواعد إيمانية من الثقة المتبادلة والتصديق فأنت حين تذهب إلى الطبيب أو الجراح مثلا فإنك تستلم بين يديه واضعا فيه ثقتك مفترضا فيه قدرا مساويا من الثقة ولو لم يكن لديك هذا القدر الكافي من الإيمان بذالك الجراح ما كنت لتغمض له جفنك وهذا ما يحدث بصورة أو أخرى في جميع تعاملاتنا اليومية في البيوت وفي الأسواق

لكن الإيمان يأخذ معناه الحقيقي من مضمونه الديني ومن تلك الرابطة الروحية التي ترتبط بين البشر بخالقهم فالإيمان هو الإطار الذي تتشكل بداخله تلك الصلة الحية التي تصل الإنسان بالله ولولا هذا الإطار الإيماني ما كان الإنسان إنسانا

الإيمان هو الذي يشكل البعد الأعمق للكيان الإنساني ولولاه لتحولت الحياة إلى تركيبة خشنة من التفاعلات الآلية المتسمة بالجفاف فالإيمان هو الذي يرطب خشونة الحياة وهو الذي يمنحها اللين والرقة والبعد الإنساني

ما هو الإيمان؟

الإيمان هو التصديق فنحن حين نقول مثلا إننا نؤمن أن الله موجود فمعنى ذالك أننا نعلن قبولنا وتصديقنا لحقيقة وجود الله سبحانه بالرغم من أننا لا نراه بعيون أجسادنا

ولكن الإيمان ليس فقط مجرد التصديق بوجود الله مثلما نصدق بوجود الشمس مثلا بل هو التصديق بوجود الفعال والملموس والحي والمتداخل في حياتنتا

الإيمان هو الثقة الكاملة بمحبة الله ورعايته وصدق وجوده في حياتنا وصدق وعوده وحبه الدافق والمتجدد لنا في كل يوم

جلست الطفلة الصغيرة تلهو بالعملات النقدية التي معها تعدها تارة بعد أخرى ثم تعيد إحصائها في سعاة بالغة بينما الأم تراقبها من بعيد وسألتها الأم مداعبة كم معك من النقود فأجابت الطفلة قائلة معي عشرون قرشا وقالت الأم إن ما معك عشرة قروش فقط وقد رأيتك تحسبينها عشرات المرات وهنا ضحكت الطفلة في براءة وقالت نعم إن ما معي الآن عشرة فقط ولكنني أسمع صوت أقدام بابا على السلم وقال لي في الصباح إنه سيعطيني حين يعود عشرة قروش أخرى

هذه القصة البسيطة تعكس عمق الإيمان الصادق الواثق فالطفلة هنا تعتبر أن النقود التي وعدها بها بابا ليست مجرد نقود من المحتمل وصولها بل إنها قد وصلت إلى يدها فعلا هي لا تقول باستحقاقها لهذه النقود لأنها هي تستحقها بالفعل بل لأن أباها صادق وأمين

إذن فالإيمان بالله هو تلك الثقة التي لا تتحمل الشك والتي تقوم على علاقة دافئة حنونة واثقة في محبة الله ترى في وعوده يقينا كاملا وتمسك بتلك الوعود وكأنها تراها بالعين فحين يعدنا الله بالخير فإننا نصدقه وحين يعد أن يمنحنا الحياة الأبدية الخالدة فإننا نصدق أنه سيفعل ليس لأننا نستحق ذالك بل لأنه الله الصادق المحب

ليس الإيمان هو امتلاء العقول بالشرائع والعقائد والفرائض والطقوس بل هو امتلاء القلوب بروح الله

صرخة إنسانية

يا رب

أشكرك لأنك موجود ولأ، وجودك ظاهر في خليقتك

وفي داخلي

أشكرك لأنك حي في خليقتك

وفي أِواق قلبي

أشكرك لأن روحك يدعوني

فعلمني الطريق إليك

هبني الإيمان الذي يرضيك

أعطني قلب الطفل

أعطني إيمان الطفل هبني روح الطفل

حين تتعلق أنظاره بذراع أبيه

هبني بساطة الطفل

حين يصدق وعد أبيه

أرني طريق الإيمان البسيط

الذي يقودني إلى الحياة الأبدية

في رحاب سمائك

يا رب

أعطني قلب الطفل
أعطني قلب الطفل

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟