مبادئ إنسانية

أمامي تفتح باب النجاة

39 مبادئ إنسانية :

الله يفتح الأبواب وأحيانا يغلقها

لكن باب الله المغلق إشارة صحيحة على الطريق

التحق شاب أمريكي يدعى والاس جونسون بالعمل في ورشة كبيرة لنشر الأخشاب وقضى الشاب هذه الورشة أحلى سنوات عمره حيث كان شابا قويا قادرا على الأعمال الصعبة الخشنة

وحين بلغ سن الأربعين كان في كمال قوته وأصبح ذا شأن في الورشة التي خدمها لسنين طويلة لكنه فوجئ برئيسه في العمل يلغه أنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها نهائيا بلا عودة

وفي تلك اللحظة خرج والاس جونسون إلى الشارع بلا هدف أو أمل وتتابعت في ذهنه صور الجهد الضائع الذي بذله على مدى سنوات عمره كله فأحس بالأسف الشديد وأصابه الإحباط واليأس العميق وأحس كما قال وكأن الأرض قد أبتلعته فغاص في أعماقها المظلة المخيفة لقد أغلق في وجهه باب الرزق الوحيد

كانت قمة الإحباط لديه هي علمه أنه وزوجته لا يملكان مصدرا للرزق غير أجره البسيط من ورشة الأخشاب ولم يكن يدري ماذا يفعل

حين ذهب والاس إلى البيت وأخبر زوجته سألته ذات السؤال الذي لم يفارقه قط ماذا سنفعل الآن

قال الرجل سأرهن البيت الصغير الذي نعيش فيه وسأعمل في مهنة البناء

كان المشروع الأول له هو بناء بيتين صغيرين وبذل فيهما كل جهده ثم توالت المشروعات الصغيرة وكثرت وأصبح متخصصا في بناء البيوت الصغيرة

وفي خلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل أصبح مليونيرا معروفا

إنه والاس جونسون الرجل الذي بنى سلسلة فنادق هوليداى إن” وإنشاء عددا لا يحصى من ال”موتيلا” وبيوت الاستشفاء حول العالم

يقول هذا الرجل في مذكراته:”لو علمت الآن أين يقيم رئيسي الذي طردني من العمل لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي فعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جدا ولم أفهم لماذا سمح الله بذالك أما الآن فقد فهمت أن شاء أن يغلق في وجهي بابا ليفتح أمامي طريقا أفضل لي ولأسرتي

الله وراء الباب المغلق

نحن نكره الأبواب المغلقة فهي تعوق تقدمنا وتقطع علينا طريقنا وحين تغلق الأبواب أمامنا فإننا نتضايق أو نغضب أو نتألم وكثيرا ما نرفض القبول ونظل نطرق الباب المغلق وندفعه ونحاول فتحه حتى تدمي أصابعنا

الباب مغلق بالنسبة لنا هو دائما شيء مكروه نعتبره مؤشرا لسوء الطالع ولا نستطيع أن نرى فيه خيرا

فالظروف الصعبة التي تواجهنا والعوائق التي تعترض طريقنا والمواقف السلبية التي تفاجئنا أشياء نكرهها ولا نصدق أبدا أنها يمكن أن تكون في صالحنا بل أننا نحسبها أحيانا عقابا لنا من الله على شيء نعرفه أو لا نعرفه

وغالبا ما تكون كل هذه الأفكار خاطئة وكثيرا ما يكون إغلاق الباب في وجوهنا خير لنا من الدخول فيه

إن الله يحدثنا ويرشدنا عن طريق فتح بعض الأبواب أمامنا وهو أيضا يرشدنا عن طريق إغلاق الأبواب في وجوهنا وفي كلا الحالتين فهو يعمل لصالحنا ولخيرنا

قال هنري وبيتشر عندما أعود بذاكرتي للوراء أرى أن كثيرا من الأشياء التي سببت لي إحباطا شديدا في مرحلة من حياتي هي التي كان لها الفضل في توجيهي إلى نجاحاتي الحقيقية وأن أعظم ما أنجزته في حياتي جاء بعد فترات مخيبة للآمال

وكثيرا ما أفكر في الأشياء التي كافحت بعنف ولم أستطيع الحصول عليها فاكتشف أن ضياعها كان ليخري ولو أنني حصلت عليها في ذالك الحين لكانت قد أصابتني بضرر عظيم وربما دمرتني تماما

والآن أرى أن المآسي التي كنت أتجنبها والأفراح التي كنت أسعى إليها تبادلت مواقعها في حياتي فأصبح الألم سرورا والحزن فرحا وقد جاء اليوم الذي اكتشفت فيه أن ما حسبته مخيبا للآمال

وكثيرا ما أفكر في الأشياء التي كافحت بعنف ولم أستطع الحصول عليها فاكتشفت أن ضياعها كان لخيري ولو أنني حصلت عليها في ذالك الحين لكانت قد أصابتني بضرر عظيم وربما دمرتني تماما

والآن أرى أن المآسي التي كنت أتجنبها والأفراح التي كنت أسعى إليها تبادلت مواقعها في حياتي فأصبح الألم سرورا والحزن فرحا وقد جاء اليوم الذي اكتشفت فيه أن ما حسبته مخيبا للآمال كان في الحقيقة تحقيقا لمواعيد الله لي

الله وراء الباب الضيق

عندما يبدأ سباق للخيل أو للسيارات مثلا يندفع كل متسابق بأقصى سرعته في الطريق الممتد متجها نحو الهدف ومن الطبيعي أنه وهو في الطريق لا يقرأ اللافتات المعلقة ولا يرى الزهور التي يحملها المشجعون ولا يستمع للهتافات والتصفيق فالطريق المفتوح أمامه هو كل ما يشغله

وبعض الناس يحسبون الحياة مضمار للسبق ويندفعون في طريق مفتوح متجهين بكل طاقاتهم نحو هدف يرسمونه لحياتهم وغالبا ما يشغلهم هذا الهدف عن رؤية الأشياء الجميلة المحيطة بهم بل ويشغلهم عن أقرب الناس لهم فلا يرون المشجعين ولا يرون الزهور ولا يسمعون أحدا خارج لعبة السباق الذي قد يستهلك العمر كله

وعندما يجد الله أننا نجري وراء أهداف الحياة المادية مندفعين في طريق مفتوح ويرى أننا لم نعد نفهم معنى الحياة الإنسانية وهدف الوجود يتدخل الله ليوقفنا يحتزجنا أمام باب ضيق يمنحنا فرصة لنتأمل ما يدور حولنا لنكتشف أبعادا لم نكن نعرفها ونستخلص في الحياة رحيقا لم نتذوقه من قبل

كثيرا ما يكون الله وراء الباب الضيق ليوجهنا نحو الطريق الصحيح ليعلن لنا خفايا الحياة ليكشف لنا القصد الإلهي من خلق الإنسان ليكون إنسانا خالدا يعبر إلى الحياة الأبدية من خلال بوابة الأرض الضيقة

ويفتح الله باب النجاة

صعد إثنان من متسلقي الجبال مسافة ميلين إستغرقت ثلاث ساعات من الجهد المتواصل فوق جبال اكتلنده الثلجية وفجأة قال أحدهما للآخر أنا نعسان لا أستطيع أن أستمر سأنام هنا مهما كان الأمر وقال الرفيق إذا إستسلمت للنوم فستنام إلى الأبد نوم الموت سيدفنك الجليد وبالرغم من التحذيرات المتوالية علق الرجل جسده برباط بدلته إلى نتوء جبلي وإنطرح فوق الجليد ونام ونظر رفيقه إلى الجسد الممدد واخذ يهزه بعنف لكن النوم كان قد تمكن منه تماما ولم يشأ أن يتركه للموت كان لابد أن يفعل شيئا أكثر من التحذير والإنذار والتحريك فصعد إلى أعلى قليلا وضرب رأس رفيقه بمؤخرة حذاءه الحديدي ضربة موجعة وأتت الضربة بتأثيراتها المرجوه فقد إستيقظ الرجل وبدأ يتحرك بصعوبة وقد إمتلأ غضبا وغيظا لكنه بعد وقت قصير كان قد وصل إلى كوخ دافئ آمن

إن أصابع الله تضطر أن تتعامل معنا أحيانا بما نحسبه عنفا شديدا لكنه يفعل ذالك بمقاييس دقيقة يحيطها الحب والإشفاق إنه يحرمنا من السهل المرغوب لينقذنا من الهلاك خلف الباب

قد يقلق الله راحتنا يغلق الباب في وجهنا يدير رؤسنا حتى لا نستسلم للنوم الذي فيه هلاكنا

إن الله يريد أن يغلق كل الأبواب التي تقودنا للضياع ليفتح لنا الأبواب التي تقودنا للحياة إنه ينذرنا ويحذرنا ويهزنا ويضربنا ويجيزنا في الألم والضيق وفي المواقف الصعبة إنه يجرحنا لعلنا نفيق في غفلتنا فنخرج بجروحنا إلى الشاطئ  النجاة إلى الراحة الحقيقية

إن الباب المفتوح والباب المغلق إشارتان صحيحتان على الطريق يستخذمهما الله لتوجيهنا للحياة

إذا فتح الله الباب أمامك تقدم

إذا أغلق الله الباب أمامك تأمل ما حولك فإن أصبع الله تشير دائما إلى طريق الخلاص

صرخة إنسانية

يا رب

أشكرك لأنك دائما ترشدني

ترشدني بالأبواب المغلقة

والباب المفتوح

أبواب الخطر تغلقها في وجهي

وأمامي تفتح باب النجاة

أشكرك حين تضيق طريقي

حتى لا أجمح كالخيل الشارد

وأشكرك حين تدخلني معصرة

الضيق

أشكرك لأنك دائما تستقبلني

لتمسح جراحي

وهنئني بالنجاة

أشكرك من أجل إنذاراتك

التي لم أفهمها

فلم أعبأ بها

وأشكرك من أجل يدك

التي لطمتني

فأيقظتني من غفلتي

أشكرك لأنك منحتني الحياة

لأجد فيها سبيلي إلى معرفتك

أشكرك لأنك منحتني الأيام الأرضية

لا تطلع إلى ما ورائها

إلى الحياة الأبدية

أعطني أن لا أجمح وراء ماديتي

أعطني أن لا أسرع وراء نزوتي

بل وأعطني أ، لا أندفع وراء عبادة

جافة

لم تغير قلبي

ولم ترح ضميري

ولم تصلني بك

ولم تعطني ضمان الحياة الأبدية

أعطني ضميرا يميز الحق من

الباطل

ويتعرف على طريق الحياة الضيق

من بين آلاف الطرق الواسعة الزائفة

إنني أتوقف الآن طالبا أن أعرفك

أن تتحدث إلى قلبي

أن تذيب جمودي أمام الأبواب البشرية

أن ترشدني إلى بابك الأبدي

أن تكشف لي بروحك طريق الخلاص

يا رب

 

أمامي تفتح باب النجاة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟