مبادئ إنسانية

الخضوع لإرادة الله يضمن لك حظا سعيدا

13 مبادئ إنسانية

الخضوع لإرادة الله يضمن لك

حظا سعيدا

إن الله هو الخير والحب والجمال وإرادته مثل طبيعته هي أرادة الخير لنا

الذي لا يعرف الله لا يعرف إرادته فكيف يعرف الحياة؟

إن الله لا يصنع المآسي في حياتنا بل بسبب شرورنا نحن نضع مآسينا

يعلن الله إرادته لنا لكننا نحتاج إلى بصائر مستنيرة وقلوب حساسة تعي وتفهم وتدرك مقاصد الله

إن الله المحب يصنع حتى من أخطائنا أشياء صالحة لخيرنا

جلس الرجل على كرسيه المريح وأزاح من أمامه الأوراق ونظر إلى الأفق البعيد وقال:

نعم لقد كانت يد الله وراء الأحداث جميعها فرسم لي طريقا محدودا لا مجال للخروج عنه أما أنا فقد كانت لي نظرة أخرى فرأيت في ذالك الوقت أنني إنسان سيئ الطالع قليل الحظ فقد سارت الريح بقاربي إلى غير ما أريد وتحدتني الحياة حتى أخضعتني ولو ذراعي

فقد منحني الله جسما قويا وعضلات فولاذية تليق بعامل في مصنع للحديد والصلب وبالفعل فقد حققت نجاحا عظيما في عملي بين كتل الحديد السوداء وأفرن المعادن المنصهرة

غير أنني لسوء طالعي كما تصورت في ذالك الحين جرحت ساقي حين انغرست فيها قطعة خشنة من الحديد الصدء فتهتكت عضلات الساق وتمزقت أوصالها فلما جاء المساء كانت الحمى تلهب جسدي كله من أثر الجرح الملوث الكبير

ومرت الأيام الثقيلة المريرة قبل أن يشفى وأعود إلى عملي في مصنع الصلب وظننت وأنا على سطح العنبر الكبير أن ساعة النحس قد انجلت وها أنا أخطو برشاقة فوق السقالات الحديدية لكن الأمر كان غير ما تصورت فقد زلقت قدمي فسقطت في وعاء كبير بين قطع الحديد الخام المعدة للصهر

ولا أدري ما حدث لي بعد ذالك غير أن الذين شاهدوا ما حدث أخبروني في المستشفى أن حياتي كانت في حكم النهاية وأنني سقطت في المكان الوحيد الذي لا يتهدده الموت الفوري واعتبرت هذا خليطا من سوء الطالع وحسن الحظ

وبعد أن شفيت للمرة الثانية تركت فراشي غير عالم إلى أين أذهب لكن هاتفا في داخلت وجهني إلى باب الجامعة التي كنت قد هجرتها إلى مصنع الصلب قلت لنفسي أنني لم أعد قادرا على أعباء العمل بالمصنع فلأكمل دراسيتي

وأمام قسم التسجيل عرفن\ت أنه ينبغي أن أودع مبلغا معينا بخزينة الجامعة ولم يكن معي بعد رحلة المرض شيئا من المال فضاقت بي الدنيا ولعنت حظي مرة أخرى وخرجت عائدا إلى المصنع

وقبل أن أترك المكان سمعت صوتا ينادي أسمي في مكبر للصوت ويدعوني للذهاب إلى غرفة المسجل وهناك ألجمتني الدهشة حين قال لي أحد المسؤولين ” لقد وصلتنا حوالة مصرفية لتسديد رسوم الدراسة الجامعية” فاذهب لإكمال إجراءات الالتحاق

ولم أصدق عيني وأنا أقلب الحوالة بين يدي وأقرأ اسمي وعنواني واسم الجامعة التي ألتحقت بها

وفي هذه اللحظة نسيت كل شيء عن موضوع الحظ أو الطالع السيئ الذي لاحقني كنت أمام شيء أكبر من التفسير الخيالي كنت أمام العناية الإلهية يدا الله التي توجه الأحداث

وقد علمت فيما بعد أن الله قد نبه صديقا قديما يعيش في بلد بعيد أن يرسل لي مبلغا من المال ليساعدني في الدراسة الجامعية التي لم يكن يدري أنني كدت أهجرها

إن هناك معنى واحد وراء حسن الحظ وتوافق الأحداث وتزامن الخير مع احتياجاتنا هذا المعنى الكبير هو عناية الله لكن الناس لا يعرفون أبسط الوسائل للتعبير عن شكرهم وعرفانهم بفضله وحمايته وحبه ويرجعون الخير في حياتهم لذكائهم وخبرتهم وحسن تصرفهم ووساطة أقربائهم وفوق ذالك إلى حسن حظهم

وحين تمتد يد الله لتغلق في وجوهنا بابا سيؤدي إلى ضررنا فإننا لا نتنبه إلى قصد الله وإرادته الصالحة لنا بل نرجع ذالك إلى سوء الطالع واليوم المنحوس

كيف نعرف إرادة الله ونحقق قصده في حياتنا؟

إن كثيرين من بني البشر ولعلهم الأغلبية لا يعرفون إن كانوا يسيرون وفق أرادة الله أم أنهم يسيرون ضدها ويشتاق كل إمرئ للتحقق من قصد الله في حياته

والله يعلن إرادته بوضوح في حياة الناس من خلال أشياء كثيرة مثل الإرشاد الإلهي والاستنارة الداخلية والظروف المحيطة وأحداث التاريخ ونصائح المخلصين… الخ

وهو يعلن إرادته لنا عن طريق الأبواب المفتوحة أمامنا أو الأبواب المغلقة في وجوهنا لكننا نحتاج إلى عيون وبصائر مستنيرة وقلوب حساسة تعي وتفهم وتدرك مقاصد الله

العقبة الكبرى

ذهبت مرة للعمل في إحدى القطاعات الخاصة وهناك أوصاني الزملاء كل واحد على حده أن أعمل ما يرضي الرئيس

وقضيت ساعات عصبية لم يكن برنامجي معروفا ولم يأمرني أحد بشيء وأحسست بالحيرة والارتباك فقد كانت مشكلتي مضاعفة فأنا لا أعلم ماذا يريد الرئيس وكانت هذه هي المشكلة الصغرى أما العقبة الكبرى فكانت أنني لا أعرف الرئيس نفسه ولم أتقابل معه فكيف أعرف ما يرضيه ؟

إن العقبة الكبرى أمام الكثيرين ليست في كونهم لا يعرفون إرادة الله بل في أنهم لا يعرفون الله نفسه فكيف يعرفون إرادته ومنهجه لهم

والذي لا يعرف الله لا يعرف الحياة ولا يجد أسباب الأمن والسعادة والسلام وهو تائه في عالم كبير بلا برنامج للحياة تتخبطه الأهواء وتتجاذبه الاهتمامات التي تقصر عن تحقيق سعادته رغم ما يعطيها من جهد ولا يتخلف له من بعده سوى التعب والعناء

لكن البشري التي تقدمها السماء لبني البشر هي أن الله يريد لهم الخير ويريد أن يكشف عن عظمة ملكه وجلاله وقدسه للقلوب الخاشعة والنفوس الصادقة التي تأتي إليه في خضوع ورغبة حقيقية لتكون ضمن خطته وفي إطار إرادته فتحظى بغناه وخيره الوفير

ماذا تريد يا رب أن أفعل؟

قال تينسون ” إن إرادتنا هي لنا ولا نعلم كيف نجعلها لك”

وهذا سؤال نستطيع أن نعرف إجابته من الله مباشرة ولكن علينا أن نتذكر أن الله لا يعلن عن ذاته لغير الجادين أو المازحين الذين يسيرون في محضره المقدس بخطى مستعجلة دون خشوع وتروى وبل خضوع وتضرع

ولا يعلن الله ذاته لمن يأتي إليه ليردد كالببغاء ألفاظا محفوظة ودعوات أنانية

ولا يعلن الله إرادته لمن يأتي إليه بخطته الشخصية وبرنامجه المستحسن ويطلب من الله أن يفره عليه

بل ويعلن الله نفسه لمن يتخلى عن نفسه ويضع حياته عند أعتابه

ويعلن الله إرادته لمن يتخلى عن إرادته الشخصية ويجعل نفسه طوع إرادة الله

ويوجه الله بروحه القدوس أرواح المخلصين له الذين لم تستكن قلوبهم إلى مجرد العبادة الشكلية الجافة بل يلتمسون إرشادا وهديا ونورا وإعلانا إلهيا هو حديث الروح للروح

و محظوظ هو الإنسان الذي لا يستكين قلبه لما تعارف الناس عليه من عبادة جافة وصلات مقطوعة بإرادة الله

و محظوظ هذا الذي يوجعه قلبه ويضنيه ويؤرقه فكره ويعذبه ضميره حتى يلقي بنفسه باكيا عند أقدام ربه ومولاه ليعرفه بذاته ويكشف له عن إرادته فيحيا سعيدا في دائرة خطة الله

صرخة إنسانية

يا ربنا

أنا أعلم أن خيبتي في الحياة

تصنعها يدي

وأعلم أن سوء طالعي

هو من سوء فعلي

أعلم أن الحظ الأكبر

الذي يقيل عثرتي

هو رضاك عني

وإعلان ذاتك لي

فالغني لا يكون غنيا

إلا بك

والعالم لا يكون عالما

إلا بمعرفتك

والعابد لا يكون عابدا

إلا باستشعار حضورك

فهبني خضوعا كاملا لك

وأنزع أفكاري المسبقة عن جلالك

حتى ينير روحك القدوس قلبي

ويغير مجرى حياتي وفكري

فأوجد في نور اليقين

وأنتشل من ظلام الشك

يا رب

 

الخضوع لإرادة الله يضمن لك  حظا سعيدا
الخضوع لإرادة الله يضمن لك حظا سعيدا

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟