بريدك اليومي

تليفون النجدة السماوية

نحن نعيش اليوم في عالم مملوء بالمتاعب والمشكلات، على جميع المستويات. كثيرون جدًا يُعانون ويتألمون. قال أيوب: «الإنسان مولود للمشقة، كما أن الجوارح لارتفاع الجناح» ( لو 4: 18 ). وكم من المؤمنين يقولون آمين على هذه الأقوال عندما تنهشهم النوائب، وتعضهم بأنيابها الحادة؟! لهذا أتى المسيح إلى هذا العالم البائس، كما قال بفمه الكريم في أول عظة له بعد خروجه إلى الخدمة: «روح الرب عليَّ، لأنه مسَحَني لأُبشِّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب» (لو4: 18).

وكما أن كلمة الله الحي المتجسد، ربنا يسوع المسيح، أتى لتعزية المُتعبين، فإن كلمة الله الحية والمكتوبة في الكتاب المقدس هي أيضًا مليئة بكلمات التعزية «لأن كل ما سبق فكُتب كُتب لأجل تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء» ( رو 15: 4 ).

وواحد من تلك المواعيد المباركة والتي تسند القلوب، ما ورد في المزمور الخمسين، حيث يقول المرنم: «ادعُني في يوم الضيق أُنقذك فتمجدني» ( مز 50: 15 ).

لم تحدد لنا هذه الآية شكلاً معينًا للضيق، ذلك لأن الضيق ليس له شكل واحد بل أشكال متعددة، لا تقع تحت حصر. والله الحكيم قصد ألاّ يحدد لنا شكل الضيق، حتى يستطيع كل متضايق أن يجد في هذه الآية بلسانًا لجروحه، وعلاجًا لنفسه.

أخي العزيز، أختي الفاضلة: أنا لا أعلم ما هو نوع الضيق الذي تجتازه الآن. هل هو ضيق ذات اليد؟ هل هو مرض عضال؟ هل هو الثكل أو الوحدة أو الحرمان بعيدًا عمَّن تحب؟ هل ظُلِمت؟ هذه كلها قد تكون بالنسبة لك أيام ضيق.

وماذا تعمل في يوم الضيق؟ تحوَّل عن الكل إلى الرب. بعض المؤمنين اعتبروا شاهد هذه الآية العظيمة: ( إر 33: 3 ) بمثابة رقم تليفون النجدة السماوية. وعندما تضيق بك الأمور، ويهاجمك العدو محاولاً زعزعة إيمانك، اتصل فورًا بتليفون نجدة السماء، وهو خدمة أربعة وعشرين ساعة، يعمل كل أيام السنة بدون إجازات. ولن يُجيبك عامل التليفون، بل إن الرب بنفسه سيُجيبك (إر33: 3). ورقم تليفون النجدة السماوية سهل الحفظ، لكي تذكره دائمًا (5015). وعندما يهاجمك الشيطان، وعندما تُحيط بك النوائب والرزايا، تذكَّر قول الرب في مزمور50: 15 ««ادعُني في يوم الضيق أُنقذك فتمجدني».

يوسف رياض

تليفون النجدة السماوية
تليفون النجدة السماوية

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟