اليوم العالمي بدون تدخين

تشير الدراسات الى أن اكثر من 3000 من المراهقين يبدأون كل يوم بالتدخين لأول مرّة، وأخطار التدخين لم تعد سرية. والآن، ماذا يقول الكتاب المقدس للشباب المسيحي عن هذا الموضوع؟ حسنا، في الحقيقة لا توجد آية معينة في الكتاب المقدس تقول لنا أن لا ندخن. ومع ذلك، هناك آيات كثيرة في الكتاب المقدس تدعونا للاعتناء باجسادنا. وهنا نصل الى السؤال، هل التدخين هو خطيئة؟

لماذا يدخن الناس؟
هناك الكثير من الاسباب تجعل الناس تدخن. بالنسبة للبعض، هذا يساعدهم على تخفيف الوزن. وبالنسبة لآخرين فإنه يجعلهم يشعرون بشعور مريح، البعض يشعر بالاسترخاء، ومنهم من يدخن فقط من اجل تخفيف الضغط بسبب الاحوال الاجتماعية. قائمة الاسباب لا تنتهي، ولكن المتفق عليه ان عادة التدخين تبدأ في سن مبكرة ويُصبح من الصعب التغلب عليها.

ما هي آثار التدخين؟
للتدخين العديد من الآثار على الجسم والعقل، المواد الكيماوية الموجودة في السجائر تؤثر على حد سواء، على الناحية الفسيولوجية والنفسية للادمان (أي ان الجسم والعقل أدمنوا على حد سواء) وتكون لها عوارض سلبية على الرئتين والفم والدماغ، واكثر من ذلك. والنتيجة الأكثر شيوعا هي سرطان الرئة، ولكن هناك أمراض اخرى شائعة والمرتبطة بالتدخين مثل الربو،وانتفاخ الرئة، وعيوب الولادة.

ماذا يقول الكتاب المقدس؟
على الشباب المسيحي ألاّ يلقي نظرة مجرده على التدخين وكأنه يؤثر فقط على الناحية الفسيولوجية أو النفسية، ولكن بنبغي له أن يأخذ بعين الإغتبار أيضا العنصر الروحي لهذه العادة. هل الله يريدك أن تفعل شيئا يضر بجسدك؟ هل الله يريدك أن تفعل شيئا يصبح عادة ولا يمكن السيطرة عليها؟ مع أن الله لم يقل مباشرة “ممنوع التدخين!”، لكنه قال بعض الامور حول ما تفعله لجسمك وكيف تستخدم وقتك.

الجسم والتدخين
الرب واضح جدا، وهو يريدنا أن نعتني بأجسادنا. وهذا يعني المحاولة في البقاء في صحة جيدة بقدر الامكان. كما أن معظمنا تعلم في التربية الرياضية او من خلال ندوات صحية أن نرعى اجسادنا بواسطة التغذية الجيدة وتجنب الاشياء التي تسيء الينا. مع كل العوارض السيئة الناجمة عن التدخين، فهو ليس من العادات التي يجب ان نطورها.
1 كورنتوس 6: 19-20 “ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم. لانكم قد اشتريتم بثمن.فمجدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم التي هي لله”.

التدخين وعقلك
التدخين هو إدمان، جسدك يصبح مربوطاً بالمواد الكيماوية، وكذلك عقلك. ويمكن أن يؤثر النيكوتين في طريقة شعورك واحاسيسك، ولهذا يمكن أن يصبح الدخان فجأة أكثر اهمية من الله في حياتك أو أن يكون الهاً آخر بالنسبة لك. بطريقة ما، ومع مرور الوقت، فإن هذه العادة سوف تستلم زمام الأمور، ويصبح من الصعب ترك التدخين. يقدم الكتاب المقدس تحذيراً من الاستخدام المفرط للخمر كمثال على ذلك. وهو يحثنا على السعي للحصول على الروح القدس للشعور بالرضا، بدلاً من المواد الكيماوية الأخرى، لان الله سيقودنا الى الطريق الصحيح بدل السير في مسار التّدمير الفعلي

افسس 5: 18 ” ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح “.

التّدخين والناس من حولك
التدخين يقتل. اليوم هناك ازدياد في عدد المدن التي تمنع الناس من التدخين في الاماكن العامة مثل المطاعم والمتنزهات بسبب الآثار السلبية المعروفة من جرّاء التدخين. في الواقع، الدخان يمكن أن يكون أكثر خطورة على الاشخاص غير المدخنين من الذين يدخنون. بالنسبة للشباب المسيحي، هذا يعني إن كنت تدخن، فانت تسبِّب ضرراً كبيراً للذين من حولك. الكتاب المقدس يُعلمنا أن نتجنب إلحاق الضرر بمن حولنا.

سفر الخروج 20: 13 “لا تقتل”.
يوحنا 15: 12 “هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم”.

تجنب عادة التدخين
مع كل التحذيرات من مضار التدخين، الا ان الكثير من الناس تدخن، واهم سبب للتدخين، على ما يبدو، هو الضغط الذي يصعب التغلب عليه. الكثير من الشباب المسيحي قاموا بأمور تمنوا لو لم يفعلوها وذلك بسبب الضغط. يتطلب الكثير من القوة لنقول، “لا” للاصدقاء. مع ذلك، كمسيحيين نحن مدعوون للعيش “في” هذا العالم، وليس “من” أجله. وعلينا ايجاد طريقة لنتغلب على المغريات التي تأتي من الذين هم حولنا، والعيش في الطريقة التي ترضي الله. هل هذا بسيط؟ كلا، هل من السهل فعل ذلك؟ كلا، ولكن من حولنا أناس يُمكن أن يساعدوننا مثل الآباء، وقادة الشباب في الكنيسة وآخرين الذين في إمكانهم أن يقدموا لنا العون والمشورة . الله يقدم لنا دائما الموارد التي يمكن أن تساعدنا، نحتاج فقط إلى البحث عنهم في أوقات الحاجة.

رومية 12: 2 “ولا تشاكلوا هذا الدهر.بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة”.

اليوم العالمي لمكافحة التبغ هو مناسبة عالمية يحتفل بها في 31 أيار من كل عام حيث أقرت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي لمكافحة التبغ في 1987. وهي المناسبة التي تسعى للفت النظر العالمي نحو الآثار السلبية والضارة للتبغ والتدخين وآثاره السيئة على الصحة العامة وتذكير الشعوب بالمخاطر التي يسببها التدخين سواء على حياة الأفراد أو على النواحي الاقتصادية للأسر والمجتمعات معا أو حتى على الثروات الحرجية والمحاصيل الزراعية التي تتعرض للحرائق بفعل لفافة تبغ يلقيها عابث ولتفعيل إجراءات المكافحة والسيطرة على هذا الوباء الخطير.