بريدك اليومي

كالعادة

«كالعادة» … جاءت هذه الكلمة عن الرب يسوع لتَصِف وتوضح لنا أنه كان يُصلي ويقضي وقتًا في جبل الزيتون بشكلٍ معتاد. ويا لها من كلمة تعني الكثير!:

– إنها تعني الإصرار: فأن تعتاد على شيء معناه أن يكون لديك إصرار عليه. ويؤكد لنا الروح القدس هذا باستخدامه كلمتي «وخرج ومضى»؛ ففيهما تأكيد للمعنى ذاته. فالخروج فيه هروب من الكسل والتراخي، فيه إصرار على ما قد قررت أن أفعله. فقد أقرر أمرًا وأتحمس له، دون الخروج لتنفيذه، لكن الخروج معناه بدء التنفيذ كما فعل الابن الأصغر لمَّا قام وجاء إلى أبيه ( لو 15: 20 ).

كذلك كلمة «مضى» تؤكد مزيدًا من الإصرار على المضي فيما قرَّره. لم يتوقف، لم يلتفت للوراء، لم يتراجع. إنما «خرج ومضى». هكذا الحال مع كل مَن يُريد أن يختلي بالله، وكل مَن يُريد أن يسمع صوته، ويتمتع بشركة حقيقية معه.

– إنها تعني التكرار: هذه الكلمة توضح لنا أن الأمر لم يكن طارئًا أو فرديًا أو موسميًا، لكنها كانت عادته. لم تكن نادرة الحدوث أو حتى كثيرة الحدوث، إنما كانت دائمة الحدوث.

تُرى ما الذي اعتَدنا عليه في حياتنا اليومية؟ وما هو الشيء الذي يراه الناس فينا ويقولون عليه «كالعادة»؟ هل هو الصلاة والصوم والتسبيح والشكر لله، أم الصوت المرتفع والعصبية المستمرة والألفاظ التي لا تليق؟ هل هي الأقوال الصادقة، والكلمات المؤثرة، والحياة الشاهدة، أم هو الكذب والنفاق والخداع؟

– تأتي بثمارها مع الاستمرار: لقد خرج التلاميذ وتبعوا الرب إلى المكان الذي اعتاد أن يذهب فيه للصلاة. يجب علينا أن نُدرك مدى تأثر الآخرين بأفعالنا وعاداتنا؛ فلو اعتدنا الصلاة حتمًا سيتأثر بنا الآخرون، خصوصًا أهل البيت والأصدقاء ومَن يراقبوننا، وكذلك لو فعلنا العكس وأهملنا حياتنا الروحية، فلا نتوقع إلا هذا ممَّن هم حولنا.

– هناك يكون الاختبار: علَّم الرب تلاميذه درسًا غاية في الأهمية فور وصولهم للمكان، إذ قال لهم: «صلُّوا لكي لا تدخلوا في تجربة». فهناك دروس لن نعرفها أو نتعلَّمها إلا بعد أن نتبع الرب ونعتاد على الصلاة معه. لم يتكلم معهم وهم في البيت أو حتى في الطريق، لكنه قال لهم ما في قلبه بعد وصولهم لمكان الصلاة، وهو لن يقول ما في قلبه لنا إلا بعد أن نعتاد على الوجود في حضرته.

باسم شكري

كالعادة
كالعادة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟