بريدك اليومي

أَ تؤمِن بِابنِ اللهِ؟

اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ ( يوحنا 3: 18 )

على رأس ما يطلبه الله من الإنسان يأتي الإيمان. وعِلة الدينونة الحقيقية ليس أن الإنسان أخطأ، بل أنه لم يؤمن. والرب يقسم الناس إلى فريقين. والمصير الأبدي لبني البشر يحدده موقفهم من المسيح: كل مَن يضع ثقته في المُخلِّص لن يُدان، أما الذي لا يثق فيه فقد دِين ( يو 3: 18 ). فالمسيح أكمل عمل الخلاص على الصليب. والأمر الآن لا يتوقف على قُدرة الشخص في تخليص نفسه، بل على موقفه من المسيح المُخلِّص: أَ يقبله أم يرفضه. فإذ هو قبله يتمتع بالخلاص، أما إذا رفضه فلا يبقى أمامه سوى الهلاك الأبدي.

لقد اتجهت محبة الله للعالم أجمع بصورة أروع مما يفكر البشر وأبعد من تصوُّره ( عب 2: 3 ). وكل البركات بدءًا من الخلاص مضمونة في قبول تلك العطية العُظمى والإيمان بابن الله الذي بيَّن تلك المحبة لنا. وأن يرفض الإنسان تلك العطية العُظمى فهذا أمر مُميت «فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟» (عب2: 3).

والمسيح هو حجر الامتحان الوحيد؛ إنه الميزان الأدبي والروحي للبشر. وبحسب إيمان الإنسان أو عدم إيمانه يتقرر مصيره الأبدي: الحياة أم الموت، السماء أم جهنم. والسؤال الوحيد المطلوب الإجابة عنه هو: أَ تؤمن بالمسيح أو لا تؤمن؟

«والذي لا يؤمن قد دِينَ، لأنهُ لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد»، فلا داعي للانتظار إلى يوم الدينونة لتتحدد التهمة، فإن حقيقة الحكم واضحة تمامًا ومُقررة مِن الآن: لقد رفض الإيمان بالمسيح؛ هذا الشخص قد دِينَ لأنه لم يؤمن. ولماذا لم يؤمن؟ لا يذكر لنا السبب بالتحديد، فليس السبب هو المهم، فهو لم يؤمن على أي حال. ربما هو لا يؤمن لأنه بطبعه متأنٍ ويحسب حِسبته جيدًا. أو ربما لأنه مُهمل. ربما لا يؤمن بسبب الكبرياء أو ربما لسبب الجُبن. ربما لانشغاله بأسباب اللهو والمُتعة، أو لأنه وضع ثقته في غيره من البشر أو القديسين. تعددت الأسباب والدينونة واحدة «قد دِينَ لأنهُ لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد».

أيها القارئ العزيز: «أ تؤمن بابن الله؟»، إني أرجو أن تكون الإجابة بالإيجاب، وأن تفعل مثل الذي كان أعمى فأبصر إذ «قال: أُومن يا سيد! وسجدَ له» ( يو 9: 35 ، 38).

طوبى لمَن قد آمنوا باسمِكَ يا ابنَ اللهْ
فإنهم نالوا بكَ الخلاصِ والحياهْ

يوسف رياض

أَ تؤمِن بِابنِ اللهِ؟
أَ تؤمِن بِابنِ اللهِ؟
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟