بريدك اليومي

شمسُ البرِّ

ما أشد المُباينة بين العددين الأولين من ملاخي 4 آخر أصحاح في العهد القديم، فالعدد الأول يُكلِّمنا عن الأشرار ومصيرهم الرهيب، والعدد الثاني يُكلِّمنا عن الأبرار ومستقبلهم السعيد. الأول يُحدثنا عن الدينونة التي بلا رحمة للمستكبرين بعد أن ولَّى يوم النعمة، والثاني يُحدثنا عن البركة الخالصة لمُتقي الرب بعد انتهاء زمان صبره. والناس في الوقت الحاضر لم يعودوا يُميزون بين الصدِّيق والشرير، بين مَنْ يعبد الرب، ومَنْ لا يعبده ( 1كو 4: 5 )، لكن عندما يأتي الرب سيتمكن الناس أخيرًا مِن أن يحكموا الحكم الصحيح «إذًا لا تحكموا في شيء قبل الوقت» (1كو4: 5).

وبينما يكون مجيء الرب كنار تحرق الأشرار، فإنه سيكون شمسًا تحمل الشفاء للأبرار «ولكم أيها المُتَّقون اسمي» – ويا له من تعبير جميل – «تُشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها».

إن العالم الآن في ليل وظلمة منذ أن رفض المسيح، والآن المؤمنون يُضيئون كالنجوم ( نش 2: 17 )، لكن لا بد أن تُشرق الشمس ثانيةً، وعندها سيفيح النهار وتنهزم الظلال (نش2: 17).

وعبارة «شمس البر» الواردة في آخر أصحاحات العهد القديم تُحدثنا عن ظهور الرب لشعبه وللعالم ( مز 19: 6 ؛ مت17: 2)، بينما «كوكب الصبح» الذي نراه في آخر أصحاحات العهد الجديد (رؤ22: 16)، يُحدثنا عن مجيء المسيح لعروسه؛ أي اختطاف الكنيسة (انظر 2بط1: 19؛ رؤ2: 28). ”كوكب الصبح“ يراه الساهر بشوق، ويراه إذا اتجه ببصره نحو السماء، أما ”شمس البر“ فإنها كفيلة بأن تجعل الجميع يشعرون بها «ولا شيء يختفي من حرِّها» (مز19: 6). وسوف يكون اختطاف الكنيسة هو التمهيد لظهور المسيح للعالم، تمامًا كما أن بزوغ ”كَوْكَب الصُّبْحِ“ هو التمهيد لشروق الشمس.

نعم ستُشرق على هذا العالم ”شمس البرِّ“، وعن قريب سيؤتى بالبر الأبدي ( 2بط 3: 13 ). إن البر اليوم يُعاني تحت عربدة الشيطان وأعوانه، لكن قريبًا سيملك البر عندما تُشرق ” شمس البرِّ “ (إش32؛ مز72)، وأخيرًا في الأبدية سيسكن البر (2بط3: 13).

«والشفاء في أجنحتها». سيأتي الشفاء لمُتقي الرب «يُبتلَع الموت إلى الأبد، ويمسَحُ السيد الرب الدموع عن كل الوجوه» ( إش 25: 8 ). وهذا كله سيتم بمنتهى السرعة «الشفاء في أجنحتها»، فبمجرد أن يظهر الرب ستتبدد كل المتاعب في الحال.

يوسف رياض

شمسُ البرِّ
شمسُ البرِّ

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟