بريدك اليومي

أهلية الدخول للسماء

يظن الكثيرون أنه بما أن الجميع خطاة، وبما أن الله سيأخذ فريقًا من هؤلاء الخطاة ليُدخلهم السماء، فلا بد وأن يكون هذا الفريق مُكونًا من أقل الناس خطأ، وأحسنهم آدابًا، وأكرمهم خصالاً. ويخلصون من ذلك إلى القول بأنه إن كان هذا وذاك وغيرهم سيدخلون السماء، فإن الفرصة ستكون مeتاحة لنا ولأمثالنا للدخول إليها أيضًا.

ولكن أرجو أن تلاحظ هذا جيدًا أيها القارئ العزيز: إن كونك خاطئًا يحول بصفة قاطعة دون دخولك السماء، حتى ولو ادَّعَيت بأنك أفضل مَنْ عاش على الأرض من جنس آدم الساقط. إن كونك خاطئًا دليل على حاجتك إلى مُخلِّص، وذلك المُخلِّص هو الذي يمنحك أهلية الدخول إلى المجد.

إنه من أجل المسيح وعمله فوق الصليب نستطيع نحن أن نخلص. إن كانت لك أعمال صالحة تفتخر بها كرمل البحر عددًا، وخطاياك قليلة ونادرة، ولكنك بدون مسيح، فأنت فاقد لكل أهلية لدخول السماء، وكل حجة في يدك إنما تؤهلك لدخول جهنم فقط. يكفي أن تكون لك خطية واحدة تافهة لتُحدِر بك إلى بحيرة النار، وتكفي كلمة واحدة عاطلة، أو فكر واحد شرير، أو فِعلة واحدة من أفعال الإرادة الذاتية. أقول تكفي واحدة من هذه لطردك بعيدًا عن السماء. كما فعلت بآدم خطية واحدة، هي خطية عدم الطاعة، وطردته من الجنة.

فلا تُضيِّع وقتك الثمين في ”محاولة تحسين أعمالك“ قبل أن تأتي بالفعل للرب يسوع. إن حقيقة كونك ترغب في إصلاح نفسك دليل على أن ماضيك رديء. فإن كنت تزعم أنك تستطيع أن ترتكن على استحقاقاتك، فلا فائدة تجنيها بالمرة. ولنفرض أنك ستعيش كل أيام حياتك المستقبلة دون أن تصدر عنك خطية واحدة، فماذا أنت فاعل بخطايا الماضي «والله يطلب ما قد مضى» ( جا 3: 15 )؟

وإن كنت تقول إنك ”خاطئ جدًا“ وليس لمثل خطاياك علاج بسبب كثرتها وفظاعتها، فإنك في الواقع تُقلل من مجد نعمة الله المتفاضلة، وتحد من قوة دم حَمَل الله في التطهير. انظر البحر العظيم الواسع؛ إنه من السهل عليه أن يحمل أثقل البوارج الضخمة، سواء بسواء كما يحمل ريشة خفيفة. وما دام الرب يطلب أن نُعطيه قلوبنا، وحيث إن الذي يُغفَر له كثيرًا يُحَب كثيرًا، فثق أنه يرغب ويُرحِّب بأردأ الخطاة. إنه يستطيع أن يُخلِّص أشر الأردياء.

يا ذوي الإثمَ تعالوا بؤسا مع فُقرا
ضُعَفا مرضى وجرحى برؤهم تعذّرا

سبرجن

أهلية الدخول للسماء
أهلية الدخول للسماء
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟