مبادئ إنسانية

حين نعجز عن ضبط نفوسنا

25 مبادئ إنسانية :

حين نعجز عن ضبط نفوسنا الجامحة

فلنلجأ إلى من يستطيع

إنه الله

قالوا عن ضبط النفس:

“ضبط النفس مثل ضبط الساعة لا يعوقها بل يجعلها ذات قيمة ومثل ضبط السيارة يجعل استخدامها مأمونا”

“ضبط النفس لا يعني تقييدها بل يعني وضع النفس داخل ميثاق يحميها ويحررها”

“ليس حرا من لا يقدر أن يضبط نفسه”

” ضبط النفس هو فن إدارة الرغبات البشرية لتطيع العقل البشري”

” حتى لو كانت كل الأشياء تحل لي فإن شيئا منها لا يتسلط علي”

“ما أقصر طريق لفقد الحرية وهو اللهفة المستمرة والشوق الجامح لشيء ما”

“أعظم إنجاز في حياة القائد هو ضبط لنفسه”

“مهما ملك الإنسان من تسهيلات مادية ووسائل وفيرة فإنه يظل تائها ما لم تكن له القدرة على ضبط النفس”

“عدم الانضباط يحول الإنسان إلى ريشة في مهب غرائزه ونزواته وتخيلاته العمياء”

ظل الناس يتدفقون على السيرك الشهير لسنوات طويلة ففي كل ليلة يتألق مدرب الأٍود وهو يقف ثابتا قويا مسيطرا حتى يخيل إليك أنه هو الأسد الحقيقي في الحلبة بينما يبدو الأسد الضخم خائفا رغم أنيابه الشرسة ومخالبه الحديدية

ويذكر الناس دائما بداية القصة ففي لليلة من الليالي كان أحد المدربين يقدم عرضا للأفيال وبينما كان الفيل الضخم يغادر الحلبة إحتك بالقفص الحديدي الذي يرقد بداخله أكبر الأسود وأشرسها فانقلب القفص وخرج الأسد ثائرا مزمجرا وارتفع زئيره حتى هرب الواقفون وتجمد الجالسون في مقاعدهم إذا كان واضحا أن الأسد قد أضمر الشر واستيقظت فيه طبيعته الوحشية بصورة قاتلة

في هذه اللحظة قفز مدرب الأسود إلى الحلبة ووقف في مواجهة الأسد الهائج الذي حدق في المدرب بنظرات مرعبة وتراجع للخلف مكشرا عن أنيابه الحادة ثم دق الأرض بقدميه ومدد جسده الضخم استعدادا لقفزة هائلة ينهش بعدها جسد المدرب وسط زئير هائل مخيف

وأدرك المدرب خطورة الانتظار ولو للحظة واحدة فرفع يده في الهواء وهوى بالسوط على وجه الأسد الهائج بضربة قوية أليمة أمرا إياه في حزم وثقة وقوة أن يعود إلى حظيرته

واستدار الأسد في خضوع خارجا من الحلبة

في تلك الليلة أثبت مدرب الأسود للجميع أنه قادر على ترويضها وإخضاعها لكن الغريب والمؤسف أن هذا المدرب الشهير وجد بعد سنوات ميتا بسبب إدمانه الخمر لقد استطاع أن يخضع طبائع الوحوش لكنه فشل في إخضاع رغباته الجامحة لقد قهر الأسود بينما استسلم لغرائز ضبط الغابة ولم يقدر أن يضبط نفسه إن الرجل الذي لم يقتله الوحش قتله ضعفه المهين

عندما نفقد السيطرة

في يوم عاصف تلقى برج المراقبة في أحد مطارات جنوب غرب الولايات المتحدة رسالة مختصرة حيث قال الطيار فقدنا السيطرة ثم هوت الطائرة في لحظات في حركة عشوائية لتتحطم تماما بمن فيها

إن فقد السيطرة على الآلة يعني دائما كارثة غير متوقعة إذ نجد أن ما كنا نسخره لخدمتنا يسخرنا لخدمته وما كنا نقوده إلى الخير الذي نريده يقودنا إلى الدمار الذي نخشاه

والنفس آلة قوية لها ملكات هائلة يمكن أن ترافعنا إذا نحن أحسنا استخدام ملكاتها ويمكن أن تحطمنا إذا هي جمحت وأفلتت

وكثيرون يظنون أنهم يملكون زمام النفس وأنهم قادرون على إحكام قبضتهم والسيطرة على مشاعرهم وإنفعالتهم ورغباتهم وغرائزهم لكنهم يكتشفون في ساعة الاختبار أنهم فقدوا السيطرة فبد ثورة الغضب نكتشف أن زمام اللسان لم يكن في يدنا وفي لحظة الجشع نكتشف أن زمام القناعة ليس في يدنا وفي لحظة الشهوة نكتشف أن زمام الغرائز ليس تحت سيطرتنا

برميل بلا أطواق

من أجل الصناعات الخشبية صناعة البراميل فهي صناعة  دقيقة تقوم على إعداد شرائح طويلة من أخشاب خاصة تلصق واحدة إلى جانب الأخرى لتكون الشكل التقليدي الخاص بالبرميل الخشبي الذي يتسع لكمية هائلة من المواد السائلة والغريب أنها لا تتسرب لكن هذا البرميل يمكن أن يتفكك فتبدد محتوياته لذالك فإنه يحاط بأطواق دائرية تلملم أجزاءه وتحفظ محتواه

ويقول أحد الكتاب إن بعض الناس ليس لهم سيطرة على أ،فسهم لشالك فهم كالبراميل التي ليس لها أطواق يمكن أن يفلت زمامهم وتنسكب طاقاتهم وتضيع ملكات النفس الغالية من بين أيديهم

إن النفس الإنسانية مليئة بالكنوز ولكن عدم الانضباط يبدد هذه الكنوز الغالية

ليست قيدا

ونحن نخطئ حين نظن أن ضبط النفس يعني وضع القيود أمام النفس وتضيق حريتها وتحجبهم انطلاقتها والحقيقة غير ذالك تماما فضبط النفس يعين الاستخدام الأوفر لكل ملكاتها إنه إطلاق كامل لطاقات الإنسان لتحقيق أفضل استثمار للحياة

ولنأخذ مثال لذالك: السيارة إن ضبط السيارة يعني السيطرة على أجزتها تماما لنستطيع تشغيلها بأقصى طاقتها والعكس صحيح فإن استخدام سيارة غير منضبطة لا يمكننا من قيادتها بحرية أو بأمان أو بسلاسة بل يجعلها خطيرة مخيفة بطيئة وهكذا النفس

ولنأخذ مثلا ثانيا: الجسم البشري هذا الجسم تحكمه مئات القوانين البيولوجية التي تسير في انضباط تام فإذا حدث خلل في انضباط عمل أجهزة الجسم أصيب بمرض ما

فالانضباط هو السلامة والتسيب أو الإفراط هو المرض

وجميع التسيبات في حياتنا أمراض فعدم الانضباط في علاقاتنا الاجتماعية مرض اجتماعي وعدم ضبط النفس في علاقتنا الروحية مرض روحي..الخ

ولا شك أن الله الذي منحنا ملكات الإدراك والأحاسيس والمشاعر والوعي لا شك أنه يدعونا إلى الحياة منضبطة خالية من التسيب حتى يضمن لنا سلامة العمر

ماذا نضبط؟

هناك عشرات الأشياء التي نحتاج أن نضبط أنفسنا فيها لكن هذه الأشياء يمكن أن تسير في ثلاثة اتجاهات

ضبط الأحاسيس: فنحن نعجز أحيانا عن ضبط أحاسيسنا ومشاعرنا وانفعالاتنا فنغرق في الغضب أو الحزن أو الفرح أو التفاؤل..الخ وهذا الإغراق يشل قدراتنا على إحكام العقل وتمييز الأمور

ضبط الأعمال: وهي نتيجة لضبط الانفعالات فإذا لم نضبط مثلا حماسنا لشيء فإننا نقبل عليه بإغراق شديد وإذا لم نضبط تشاؤمنا فإننا لا نعمل شيئا مفيدا وإذا أفلت زمام الغضب من يدنا نطقت ألسنتنا بما لا يليق أو تحركت  أجسادنا في اتجاه خاطئ ويحدث هذا أيضا حين لا نضبط شهواتنا فتأتي أعمالنا أيضا جامحة غير منضبطة

ضبط الأخيلة: فالخيال نعمة إلهية لإبداع والابتكار والتطلع والتجديد لكن الخيال الجامح يهلك صاحبه ويغرقه في بحال الوهم ويفقده الإدراك والحس والواقعية ونحن نحتاج أن نضبط أخليتنا لنشارك في قضايا وجودنا بفعالية كبيرة

أتيت لمن يستطيع

هل نقدر أن نضبط أنفسنا؟  في مرات كثيرة يفلت زمام النفس فنرى رجلا ناضجا يستعبد للخمر أو طبيبا شهيرا يعرف أضرار التدخين لكنه لا يضبط نفسه فيدخن بشراهة حتى يلقى حتفه ونرى مريضا يقبل على تناول أطعمة يعرف خطورتها عليه أو نرى شابا يستبعد لعادات سيئة لا يستطيع الفكاك من قبضتها فماذا يعمل العاجزون؟

لا شك أن الله قد وهبنا العزائم والقدرات والطاقات الهائلة لتحرر من الإسراف وانفلات الأعنة من أيدينا ومع ذالك فلا زال هناك طريق آخر أمام العاجزين

قال أحدهم : منذ طفولتي المبكرة عرفت أبي إنسانا شديد الهياج لا يضبط مشاعر الغضب ويسرف في العقاب والسباب ورأيت جدي ذات يوم يدفع بيده جدتي العجوز التي كان يحبها فانكسرت ساقها في لحظة غضب وسمعت قصصا كثيرة عن أسرتي التي لا تضبط انفعالا

وأدركت في بعض مواقف الطفولة أنني شخصا أحمل أيضا شيئا من هذا القبيل ربما ورثته من الجدود أو اكتسبته من البيئة ووجدت من الضروري أن أضبط مشاعر الغضب والهياج في داخلي فراقبت نفسي جيدا وأتحت لعقلي وإرادتي فرصة العمل لكنني فعلت شيئا أفضل فقد لجأت إلى الله ليساعدني في ضبط جموحي وقد أوسع الله ورؤيتي للأمور ومنحني الحكمة والقوة لضبط النفس

ما أحوجنا لقوة الله لكي تضبط انفعالاتنا وتشبع طموحاتنا وتشفى نفوسنا وتروض شهوتنا

صرخة

يا رب

عاجز أنا عن ضبط النفس

فإن شهوتي تجتاحني وتقهرني

في داخلي بركان ثائر

قنبلة منزوعة الفتيل

تكاد شهوتي تفجر كياني

تكاد ثورتي تحطم بنائي

فلتسرع يا رب إلى نجدتي

ولتعمل قدرك في داخلي

أضبط مشاعري وأحاسيسي الفائرة

أضبط أقوال فمي وكلماته الهوجاء

أضبط أعمال أصابعي وخط قدمي

أضبط ميول النفس وخداع القلب

أضبط خيالاتي وأحلامي

يا رب

على منهج رحمتك وعدلك أرحمني وخلصني

وعلى نور حقك أنر قلبي وبصيرتي

وعلى أوتار محبتك أضبط دقات قلبي

وعلى خريطة مقاصدك أضبط اتجاهات عمري

وعلى طريق رضاك أضبط رغبات نفسي

يا رب

حين نعجز عن ضبط نفوسنا
حين نعجز عن ضبط نفوسنا

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟