اسئلة واجوبةالمسيحية

المسيح في القرأن

المسيح في القران
المسيح في القران

 من هو المسيح عيسى ابن مريم؟

ما هو سر شخصية يسوع المسيح؟…ومن هو عيسى بن مريم؟ 

من هو ذلك الشخص الفريد الذي شطر التاريخ بمجيئه الى شطرين: “قبل المسيح” و “بعد المسيح“. 

من هو ذلك الشخص الذي صار موضوعًا للكتب والمؤلفات التي لا حصر لها، كما صار الهامًا لابداع الانسان الفكري والفني في الحضارة المعاصرة؟ 

بل من هو ذلك الشخص الذي صار ينبوعًا حيًا لملايين البشر الباحثين عن شبع نفوسهم وارواحهم؟ 

واخيرًا، من هو هذا الشخص الذي كشف لنا سر الله حيث الحب غير المحدود لخليقته الانسان؟ 

لا شك انك قرأت عن السيد المسيح عيسى في القرآن الكريم ولكن هل عرفت فيه مكانة المسيح الحقيقية؟ 

ان ما يزيدنا معرفة بمنزلة المسيح الفريدة في القرآن الكريم هي تلك الالقاب التي اطلقها عليه. فالقرآن يمنح المسيح العديد من النعوت والصفات والاسماء مما يجعلنا نكتشف الكثير عن سر شخصية المسيح ومما يجعله فريدًا مميزًا عن سائر الانبياء. تقع هذه الالقاب القرآنية عن السيد المسيح في نوعين: القاب نبوية والقاب الهية. 

القاب نبوية: انها تميز المسيح كنبي عن كل الانبياء واليك هذه الالقاب كما وردت في القرآن الكريم. 

1- عيسى: ربما اخذ القرآن هذا الاسم عن اللغة اليونانية أي “ايسو” الذي وصل الى الجزيرة العربية فنطق عيسى. اما اصل الاسم في اللغة العبرية هو “يشوع” ومعناه المخلص، وهو الاسم الذي اطلقه عليه الملاك جبرائيل حين بشر يوسف بحبل مريم العذراء قائلا: “فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم.” (انجيل متى 21:1) فالمسيح اذا هو المخلص. 

2-ابن مريم: ينسبه القرآن الى امه تشريفًا له ولها حيث يشهد القرآن بميلاده بقوة الروح القدس من عذراء فهو الوحيد بين الانبياء من دون أب بشري ونقرأ في سورة مريم 17-20  “فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا….قالت انّى يكون لي غلام ولم يمسني بشر..” 

3- الغلام الزكي: نقرأ في سورة مريم 19 “قال انما انا رسول ربك لأهب لك غلامًا زكيًا” فالمسيح وحده ولد من عذراء، ووحده ولد بدون مس الشيطان له رغم اقرار القرآن بهذا المس الشيطاني لكل انسان فور ولادته. لكن المسيح كان زكيًا روحًا ونفسًا وجسدًا، فوحده عاش طاهرًا بريئًا من الذنوب (البيضاوي). 

4- المبارك: نقرأ في سورة مريم 31 “وجعلني مباركًا أينما كنت”، فأي نبي خصه الله بهذه البركة كل ايام حياته؟ أي نبي لم تفارقه البركة في لحظات الضعف؟ وحده المسيح عيسى هو المبارك دائمًا. 

5- النبي: ما يميز عيسى في نبوته ان القرآن اعتبره نبيًا منذ ولادته في حين ان باقي الانبياء جميعًا بدأوا رسالتهم في سن متأخرة، ونقرأ في سورة مريم 30: “قال اني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًا”. كذلك فالسيد عيسى هو وحده من تعلم من الله مباشرة دون واسطة الملائكة كسائر الانبياء كما نقرأ في سورة آل عمران 48: “ونعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل”. 

6- الرسول: قال مفسرو الاسلام ان الرسول هو النبي الذي يختصه الله بشرع جديد مثل ابراهيم وموسى، اما عيسى فكان “رسولا الى بني اسرائيل” (سورة آل عمران 49) حيث جاء بالانجيل بعد التوراة. 

7- البتول: لا يذكر القرآن انه كان لعيسى زوجة او اولادًا، ولا يلمح حتى الى اية علاقة له مع النساء. فوحده مع يحيى ابن زكريا كان “حصورًا”، لقد ولد من بتول وعاش بتولاً الى ان مات وقام وارتفع الى السماء. 

8- المثل: نقرأ في سورة زخرف 59 “جعلناه مثلاً لبني اسرائيل” فالقرآن لا يعرض غير عيسى مثلاً للناس، فمن من الانبياء فضله الله ليكون مثلاً في القداسة والبر وطاعة الله. 

9- الشفيع: نقرأ في سورة آل عمران 45 “ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهًا في الدنيا والآخرة” لقد اجمع المفسرون على ان الوجاهة في الدنيا هي النبوة وفي الآخرة تعني الشفاعة، وهي الشفاعة التي لم ينسبها القرآن لأي نبي آخر على الاطلاق. ويشرح الرازي معنى الوجاهة في هذه الآية: هي براءته من العيوب في الدنيا، كثرة ثوابه في الآخرة، استجابة دعائه في الدنيا وعلو درجته ومنزلته في الآخرة. اذا فالمسيح الحي الآن في السموات يشفع في كل من يؤمن به.

10- رحمة من الله: الرحمة هي رفع العقاب الواجب، لذلك جاء عيسى رحمة للناس لأنه اخذ على نفسه كل عقاب خطايا العالم على الصليب لكي يخلص كل من يؤمن به من عقوبة الخطية ودينونتها. نقرأ في سورة مريم 21: “قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا”. 

11- علم الساعة: نقرأ في سورة زخرف61: “انه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم”، أي ان ساعة يوم القيامة سوف تعلن وتعلم بعيسى، فهو من اشراط الساعة. 

12- آية للعالمين: نقرأ في سورة الانبياء 61: “فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين” لقد ولد سيدنا عيسى بآية وعاش بآيات ومعجزات اتى بها وجاءت نهاية حياته على الارض آية بموته وترفيعه حيا الى السموات. 

القاب الهية: وهي القاب قرآنية ترفع المسيح عيسى من مرتبة المخلوق الى صلة ذاتية خاصة بالخالق، اذ هو وحده من “المقربين” كما سماه القرآن، واليك بعض هذه الالقاب القرآنية عن المسيح: 

1- قول الحق: نقرأ في سورة مريم 34 “ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون”. ان كان الله، عز وجل، هو الحق فبهذا اللقب يرتفع المسيح فوق كل الانبياء والرسل…حيث له صفة خاصة بذات الله الا وهي الحق. 

2-كلمة الله: نقرأ في سورة النساء 171 “لا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته”. حسب تفسير الرازي ان كلمة الله هي صفة قائمة بذات الله وبالتالي فإن المسيح عيسى ليس مجرد نبي بشري بل هو منبثق من ذات الله الخالق. 

3- روح الله: نقرأ في سورة النساء 171 “المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته  القاها الى مريم وروح منه”. ليس مثل المسيح عيسى هنا كمثل آدم او مريم الذين نفخ الله فيهما من روحه بل انه روح من الله ملقى في مريم. فحين يرد القول عن النفخ من روحه يعبر بذلك عن صدوره من الله، لكن قوله “روح منه” يعبر عما هو في ذاته. فلما كان روح الله هو ذات الله لأن الله لا يتجزأ، ولما كان الله نفسه هو روح ازلي سرمدي، فان روح الله هو الله تعالى. 

وهنا  يطرح السؤال نفسه: لماذا خص الله عيسى ابن مريم وحده بكل هذه الصفات والميزات؟ وما هو سر سمو المسيح عيسى وتفرده عن باقي الانبياء؟ 

مع ان القرآن يشهد بسمو وتفرد وتميز المسيح، الا انه لا يوضح لنا اسبابه. لذلك تبقى الكلمة الاخيرة في سر شخصية المسيح في الكتاب المقدس. فالمسيح هو المحور والمركز والهدف في الكتاب المقدس، بجزئيه العهد القديم (التوراة) والعهد الجديد (الانجيل). فالمسيح في التوراة هو ترتيب الله تعالى لخطة الخلاص للانسان من الموت الروحي والتي بدأت بعد السقوط مباشرة في سفر التكوين. فكانت التوراة بكل اسفارها بمثابة مقدمة طويلة لمجيء المسيح وعمله ورسالته، فصار الكتاب المقدس رحلة طويلة مع الله في شخص السيد المسيح. فماذا عن هذه الرحلة التي تكشف عن سر السيد المسيح رويدًا رويدًا، سفرًا بعد سفر، من سفر “التكوين” الى “الرؤيا”….هيا نكتشف معا سر السيد المسيح في رسالة قادمة لو شئت؟؟؟؟؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟