بريدك اليومي

نعم .. مهما كان الثمن

كُنْ أَمِينًا إلَى الْمَوْتِ فَسَأُعطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ ( رؤيا 2: 10 )

صباح 20 إبريل 1999 وقعت حادثة اشتهرت بمذبحة كولمبين، وهي مدرسة بولاية كولورادو الأمريكية. ودعني أروي لك القصة كما روَتها شاهدة عيان من ضمن الذين كانوا بالمكتبة في هذا الوقت:

كنا بداخل المكتبة في وقت الراحة، عندما فوجئنا بإحدى المُدرِّسات تهرع إلينا صارخة أن هناك مَن يحملون أسلحة ويطلقون النيران في المدرسة. لم تمضِ دقيقة إلا وسمعنا أصوات طلقات نارية متتالية تقترب منا. صرخ مسؤول المكتبة فينا أن ننزل أسفل المناضد لنحتمي، وفي الحال فوجئنا باثنين مُسلحين يدخلان المكتبة وهما يضحكان بنشوة بالغة، ويصيحان بالموجودين ويُطلقان النار عشوائيًا بالمكتبة. لم أرَ وجهيهما وقتها، لكن أصواتهما كانت مُرعبة. ومن مخبئي سمعت حديثًا، أدركت بعد قليل أنه بين أحد المُسلَّحين وصديقتي العزيزة ”كاسي برنيل“. سألها بصوت مليء بالشراسة: ”هل تؤمنين بالله؟“، ساد صمت لثوانٍ معدودات حتى سمعت صوتها، الذي لا أُخطئه أبدًا، قائلة بثبات: ”نعم أومن بالله“، فصرخ الفتى: ”لماذا؟“، ولم يمنحها فرصة للرَّد، بل سمعت صوت سيل من الطلقات الرصاصية، لست أدري ما الذي دعاه لسؤالها: هل كانت تصلي؟ أم كانت تقرأ الكتاب المقدس كعادتها؟ هل كان يعرفها من قبل وسمع شهادتها عن المسيح؟ لست أدري، لكن ما لن أنساه هو قوة إيمانها بالمسيح.

لقد وجد أخاها قصاصة ورق في حجرتها مكتوب فيها بتاريخ يسبق موتها بأيام ”أتوق بشدة أن أحيا حياتي للمسيح، مع أني أعلم أن ذلك صعب، لكنه أمر يستحق الحياة من أجله“. وقال بعضهم عنها: ماتت من أجل إيمانها، وليس ذلك غريبًا فتلك كانت حياتها. ”لقد غيَّرت كاسي حياتي، من الحياة لنفسي فقط، لكي أدرك أن هناك مَن يستحق أن أحيا له“. ”إن لي سنوات طويلة بإيمان فاتر، لكن هذه الفتاة الصغيرة أيقظته فيَّ حتى إني لا أنوي أن أضيِّع دقيقة إلا للرب“.

صديقي: على مرّ التاريخ، وإلى اليوم، عرَّف الكثيرون معنى الولاء للمسيح بأن قدَّموا الكثير، حتى أرواحهم، لقد كانت محبتهم للمسيح أغلى من أرواحهم.

عزيزي: وماذا عنكَ أنت؟ عِش للمسيح، فهو يستحق، أ ليس كذلك؟

عصام خليل

نعم .. مهما كان الثمن
نعم .. مهما كان الثمن
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟