بريدك اليومي

مشورة الله المحتومة

هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ ( أعمال 2: 23 )

إن الذي لا يرى في الصليب سوى شر اليهود وقسوة الرومان يتعثر لأنه يظن أن الله كان عاجزًا عن منع تلك المأساة. ومع أن اليهود صلبوا المسيح، وقتلوه بأيدي أثمَة، فإنهم لم يفعلوا إلا كل ما سبقت فعيَّنت يد الله ومشورته أن يكون ( أع 4: 27 ، 28):

(1) ميعاد الحكم: مات المسيح في يوم عيد الفصح، وأسلَم الروح في ذات اللحظة التي كان يُقدَّم فيها حَمَل الفصح، وليس كما قال قادة الأمة أن يقتلوه لكن «ليس في العيد لئلا يكون شغبٌ في الشعب» ( مت 26: 5 ).

(2) طريقة الحكم: موت الصليب – كما وَرَدَت النبوة في مزمور 22 قبل المسيح بألف عام – وليس بأية طريقة أخرى؛ بالرجم مثلاً. بل إن اليهود لما أصرُّوا على موته مصلوبًا يُعلن يوحنا البشير: «ليتم قول يسوع الذي قاله مُشيرًا إلى أية ميتة كان مزمعًا أن يموت» ( يو 18: 32 )

(3) مكان الحكم: على الصليب الأوسط ليتم الكتاب القائل: «وأُحصيَ مع أثمة» ( إش 53: 12 )، وهي نبوة كُتبت قبل المسيح بنحو سبعمائة عام.

(4) حيثيات الحكم: أراد الوالي أن يستذنبه مُراضاة لليهود، ويُطلقه مراعاة للعدالة، لكنه اضطر أن يُعلن براءته ثم يصلبه، ليتم الكتاب، وبذلك تمَّ أيضًا رمز الفصح، فالخروف السليم هو الذي يُذبح.

(5) عنوان علة الحكم: وكانت العلة أو الإتهام هكذا: «يسوع الناصري ملك اليهود» ( يو 19: 19 )، وهي علة ليست في المسيح المجيد، بل في أُمته التي رفضت ملكها وربها.

(6) خاتمة الحكم: لم يكسروا ساقيه رغم أمر الوالي بذلك، لأنهم رأوه قد مات، ثم طعنوه بالحربة دون أمر مِن الوالي، وكانوا في هذا وفي ذاك – دون أن يدروا – يُنفذون أقوال النبوة ( يو 19: 31 -37).

(7) ما بعد الحكم: كان مُقدَّرًا له أن يُدفن مع الأشرار، لكن الله لكي يُكرم جسده القدوس لم يسمح بذلك، ودُفن في قبر الرجل الغني يوسف الرامي، كما جاءت النبوة ( إش 53: 9 ).

يا لها من أمور تملأ القلب بالتعزية والثقة. إن يد الله في لحظات كهذه كانت مسيطرة على كل الأمور وأدق التفاصيل. حقًا «الرب عالٍ فوق كل الأمم. وفوق السماوات مجدُهُ» ( مز 113: 4 ).

يوسف رياض

 

مشورة الله المحتومة
مشورة الله المحتومة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟