اسئلة واجوبة

سلبوا منا عيد الميلاد!

في الوقت الذي يحاكي فيه مجتمعنا العربي المجتمعات الغربية اصبح موسم عيد الميلاد عندنا مشابه له في اوروبا وامريكا. لقد اصبح موسم هرج ومرج وتجارة وزينة وأكل وشرب ومهرجانات.

فمثلاً لقد اصبح نصب شجرة العيد في البيت طقساً مقدساً وهاماً. ولم يقتصر الأمر على الاشجار في البيوت بل تعداها للاشجار الضخمة في الاماكن العامة

المحلات التجارية تقوم بحملاتها بمناسبة العيد وبابا نويل على اشكاله المتعددة ينتشر في كل زاوية. المدارس والمستشفيات تتزيّن. المسيرات التقليدية والحفلات الراقصة تملأ المدن والساحات الكبرى المغربية.

ان ميلاد ربنا يسوع اتى في ظروف معجزية تناسب رب المجد المتجسد والداخل للعالم. فمريم العذراء تحبل من الروح القدس ودون ان تعرف رجلاً. ملائكة تعلن اعلانات السماء لمريم وليوسف ولزكريا وللرعاة. حنة وسمعان يمجدون الطفل المولود. مجوس يرون نجماً متألقاً ويتبعونه الآف الكيلومترات. الميلاد بجوهره هو احتفالنا بالله المحب الذي دخل عالمنا ليذهب للصليب وليصالحنا مع نفسه بعد القطيعة التي مصدرها خطئية الانسان وعصيانه.

بالمقابل – الاحتفالات المنتشرة اليوم في بلادنا تلبس مظاهر رموز الميلاد (بعضها اصلي من قصة الميلاد وغيرها مستورد للمسيحية من الوثن) ولكنها تنكر قوتها. انها باغلبها لا تشير الى الطفل المولود. وقلّما تجد ما يشير الى ظروف ميلاده أو ما يشير الى سبب تجسده ودخوله الى عالمنا.

كما ان المظاهر العامة للميلاد ومظاهر الاسراف والبطر المنتشرين تناقض روح الميلاد الاصلية من تواضع ابن الله وميلاده في مذود حقير بدل القصر الملوكي.

يُصدم بعض المؤمنين بذلك بعد ان يعاينوا هذا التناقض. يخيب ظنهم ويستفيقون من نشوة الشعور ان الاحتفال تعبير ان الايمان المسيحي قد انتشر بين آلاف الناس المحتفلين. ولكن اتساءل هل توقعنا ان هذا الجو الكرنفالي الاحتفالي منبعه ايمان متأصل وسببه تقوى فجائية؟ هل توهمنا للحظة ان الاستعراضات الميلادية نبعت من انتعاش روحي جعل اهل بلد المسيح تلاميذ له يحتفلون بميلاده بسبب ايمانهم به؟

لقد خرج العيد من بين جدران الكنيسة واصبحت ظواهر معينة منه تصل للقاصي والداني في هذه المهرجانات. انه درس للكنيسة التي كان من المفروض ان تقدمه بمعناه الصحيح وبطريقة مقبوله ومهضومة للناس. وحيث انها فشلت بذلك، لذا قام آخرون بذلك ولكنهم فعلوا ذلك بما يثير فينا عدم الراحة للفجوة بين ذلك وبين معنى الميلاد الحقيقي.

رغم شعورنا بأن هذا تزييف لمعنى العيد الحقيقي , غير ان امتلاء اجواء بلد المسيح باحتفالات تحمل اسم المسيح لهو افضل من تمركزه حول أسماء اخرى. ان ذلك يشكل امامنا فرصة. حري بنا استغلال كرنفالات العيد لنزرع فيها ترتيلة لرب الميلاد او مشاركة عن معاني هدايا المجوس له او توضيح للآية “المجد لله في الأعالي …” على امل ان يقرّب ذلك الناس الى رب الميلاد فيحتفلون بعيده ويتعرفون عليه شخصيا

بقلم: بطرس منصور

سلبوا منا عيد الميلاد
سلبوا منا عيد الميلاد

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟