بريدك اليومي

رِفقة بِنت بَتُوئِيل الأرامِي

وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمَّا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ .. ( تكوين 25: 20 )

نحن نعتقد أن ”بَتُوئِيل“ أبا رفقة لم يكن مُقَدَّرًا التقدير الكافي في بيته، وأن أمها هي التي كانت تقود الأمور في البيت حسبما تريد. ويبدو أن ما طبعت عليه رفقة في بيتها القديم؛ «بيت أُمها» ( تك 24: 28 )، عادت إلى تكراره في بيتها الثاني؛ بيت زوجها إسحاق.

إن نقطة ضعف رفقة الأولى، بل ومأساتها الحقيقية كزوجة، أنه بمرور السنين، لم يَعُد احترامها لزوجها يأخذ نفس الصورة الأولى والطابع القديم. كان إسحاق رجلاً هادئًا ساكنًا قابعًا في خيمته، وكانت هي شخصية قوية قيادية مُسيطرة بحكم نشأتها. وتدريجيًا أصبح لها دور القيادة والكلمة المسموعة في البيت. ومع ضعف إسحاق وشيخوخته، فَقَدت احترامها وتقديرها له، ولم تَعُد تهَابه.

ورغم عِلمها بأن هذا الزوج هو رأس الأسرة (قارن من فضلك تك18: 12؛ 1بط3: 5، 6)، ورغم معرفتها أن في يده البركة، يستطيع – بحسب السلطان المُعطى له من الله – أن يُعطيها لمَن يشاء، ويحرم من يشاء، إلا أن الرجل الطيِّب، وقد أحاطت به الشيخوخة، وجلس هادئًا في مكانه لا يتحرك، وقد فقَدَ بصره تمامًا، لم يَعُد ينال نفس الصورة القديمة من المهَابة والاحترام. وها هي زوجته رفقة تشجع ابنها المُخادع المتردِّد على أن يكذب على أبيه وأن يخدعه، وابتكرت بمكر خطة التقمص للشخصيات، لحرمان عيسو من بركة أبيه ( تك 25: 23 -17). ومع أنها ربما التمست لنفسها عذرًا، أنها تُتمِّم إرادة الله الذي وعد من البدء يعقوب بالبركة (تك25: 23)، ولكن هل كان الله بحاجة للخداع والغش لإتمام وعده؟! وهل الله تُعوزه الحكمة أو القدرة ليُتمِّم مقاصده، بما يراه هو مناسبًا، وفي وقته؟!

على أي حال فإن رفقة في هذا لا تعطينا إلا صورة المرأة التي استهانت بشيخوخة زوجها وضعف وقلة حركته ورؤيته، وقد حصدت سريعًا الثمار المُرّة لسلوكها هذا.

ودعوني أدق جرس إنذار؛ إن المرأة التي لا تهاب رجلها، وتتولى رئاسة البيت احتقارًا لزوجها، هي تعيسة وبائسة، وستحصد بلا شك ثمار تمردها في آثام أولادها الذين ينشأون بلا ترتيب. ليتنا ننصت طائعين لتحريض كلمة الله: «أيتها النساء، اخضعن لرجالكن كما للرب، لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضًا رأس الكنيسة… وأما المرأة فلتَهَب رجُلها» ( أف 5: 22 -33).

فايز فؤاد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟