بريدك اليومي

كلام طيب وكلام تعزية

يقودنا حديث الرب له المجد لتلاميذه في الليلة التي أُسلِمَ فيها إلى الخشوع والورَع والتعبد. فبالرغم من اقتراب ساعة الصليب – ساعة حمل الدينونة الرهيبة التي لم يقدِّرها أحد سواه، فإنه بعد خروج يهوذا من المشهد يسكب الرب قلبه أمام تلاميذه عطفًا عليهم وحبًا لهم.

فكَّرت أن أضع عنوانًا لحديث المسيح الطيب مع تلاميذه فلم أجد مثل ما قال زكريا النبي في العهد القديم: «الملاك الذي كلَّمني بكلام طيب وكلام تعزية» ألا ينطبق هذا على كلام الرب مع تلاميذه؟ لقد عزاهم وطيَّب قلوبهم بهذا الحديث المؤثر.

هذا الحديث يبدأ من نهاية الأصحاح الثالث عشر إلى الأصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا، يذكر فيه الرب وعده بأنه سيجيء مرة ثانية. وما أحلى هذا الوعد الثابت ثبوت الصخر! «إن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا». ويقول الرب: «السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول» وأما «كلمة الرب فتثبت إلى الأبد». فلا توجد قوة تستطيع أن تعطل الرب عن مجيئه، بل لا بد أن يأتي ويُقيم أحباءنا الراقدين في لحظة، ويغيِّر الأحياء في لحظة، ويأخذنا جميعًا (جميع المؤمنين به) لنكون معه ومثله في بيت الآب إلى أبد الآبدين. والذي يملأ قلوبنا بالتعزية أن مجيئه قد اقترب جدًا.

ولكن قبل مجيئه الثاني من السماء، وفي خلال رحلة الطريق إلى بيت الآب، وعد الرب تلاميذه بأن يُظهر ذاته لكل مؤمن يحبه ويحفظ وصاياه. وهناك علامة ظاهرة نعرف بها مَن يحب الرب «إن أحبني أحد يحفظ كلامي». والرب وعد بأن يُظهر ذاته لذلك المؤمن الآن «أنا أحب الذين يحبونني والذين يُبكرون إليَّ يجدونني. عندي الغنى والكرامة قنية فاخرة وحظ».

وعد الرب أيضًا تلاميذه في هذا الحديث الأخير قبيل الصليب، بمجيء الروح القدس المعزي الآخر. والرب يتكلم في هذه الأصحاحات خمس مرات عن مجيء المعزي الذي يعزي المؤمنين أثناء غياب المسيح عنهم، ويمكث معهم ويكون فيهم إلى الأبد.

ولنعبدُ الرب معًا ما دُمنا هنا غُربَا
ولننتظر في كل حينْ مجيئَهُ من السَّمــــــا
ومتى أُظهر المسيحْ فمِثلَهُ سنُظهـرُ
ومَن له هذا الرجا فنفسَـــــــــهُ يُطهرُ

نعيم عبد الشهيد

كلام طيب وكلام تعزية
كلام طيب وكلام تعزية

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟