بريدك اليومي

هل ستبني؟

بالايمان نوح لما اوحي اليه عن امور لم تر بعد خاف، فبنى فلكا لخلاص بيته، فبه دان العالم، وصار وارثا للبر الذي حسب الايمان. عبرانيين١١: ٧

كان الفلك ضخما. وحين رجع نوح بضع خطوات الى الوراء لم يصدق انه بناه. ورغم ان عمر ذلك الفلك المكتمل البناء كان مئة سنة تقريبا، الا ان نوحا كان ما يزال يؤمن ان الله قد كلمه، وان الطوفان سياتي. مالذي اعطى نوحا القدرة على تصديق ذلك الكلام الذي قد يعتبره الشخص العادي ضربا من الجنون؟ ان الاجابة بسيطة: فقد امن نوح بما قاله الله له. وقد مكنه هذا الايمان من حماية عائلته من هلاك الطوفان وانقاذ الجنس البشري من الفناء.

وماذا عني وعنك؟ هل تؤمن ان الكتاب المقدس صحيح؟ ففي نهاية المطاف، لا يمكن اثبات صحة ما جاء فيه بصورة قاطعة. ومن واقع خبرتي، فان الكثير من الاشخاص لا يعيشون حياتهم ويقومون بخدمتهم كاناس يؤمنون حقا بحقائق الكتاب المقدس.لكن رغم انه لم يكن بامكان نوح ان يثبت صحة ما قاله الله له، الا ان حقيقة الطوفان القادم كانت تستحوذ عليه، حتى انه بنى فلكا انقذ به عائلته. كذلك، لو ادركنا نحن ايضا حقيقة ان الكثيرين سيقضون الابدية بعيدا عن الرب، فهل سيدفعنا ذلك الى الحديث عن ايماننا اكثر بالشهادة للاخرين عن المسيح؟

لقد بنى نوح حياته بكاملها على كلام اله غير منظور نادرا ما كان يتكلم بصوت مسموع. اما نحن، فرغم ان لدينا كلمة الله المكتوبة الواضحة، ومئات السنين من الشهادة المسيحية، الا ان هذا ليس كافيا لدى البعض! لهذا، ماالذي نحتاجه لكي ندرك ان الناس في عالمنا محكوم عليهم بالهلاك كما كان حالهم في زمن نوح؟ فرغم انهم لن يهلكوا بطوفان. الا انهم – عاجلا ام اجلا- سيموتون! وان لم يكن اصدقاؤنا واحباؤنا قد قبلوا المسيح مخلص في حياتهم، فسوف يواجهون دينونة قضاء الابدية من دونه وبعيدا عنه. 

هل بنيت حياتك بطريقة يرى الناس من خلالها بوضوح المسيح الساكن فيك؟ وهل تشعر – مثل نوح- بالحزن على احبائك بسبب الخطر الذي يتهددهم؟ ليت قلبك يلتهب بالمحبة نحو الاشخاص المحتاجين الى معرفة المسيح فيما انت تتامل في هذه الكلمات.

ياالله، اعطنا قلبا ملتهبا نحو المحتجين الى معرفتك شخصيا، ساعدنا ان نكون امناء معك في كل شئ. وعندها، سوف ينجدب هؤلاء الى قوتك العاملة في حياتنا.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟