اسئلة واجوبةالمسيحية

لماذا يعتقد المسيحيون أن المسيح هو ابن الله؟ فهل يقصدون بذلك أن الله تزوج وأنجب أولاداً؟

 

هل المسيح ابن الله
هل المسيح ابن الله

لماذا يعتقد المسيحيون أن المسيح هو ابن الله؟ فهل يقصدون بذلك أن الله تزوج وأنجب أولاداً؟

– هذا سؤال هام، تتطلَّب الإجابة عليه موضوعية وفهماً، نظراً لما يدور حوله من سوء فهم، وخصوصاً من الإخوة غير المسيحيين. فمفهوم بنوية المسيح لله عند المسيحيين يختلف عن مفهومنا البشري، لأن بنوَّة المسيح لله ليست بنوة بالمعنى البشري أو الجسدي. فحاشا لله القادر على كل شيء والعليم بكل شيء، مبدع الكون بما فيه من إنسان وحيوان ونبات وجماد أن يكون في مرتبة الإنسان، فالإنسان مخلوق ترابي، أما الله فكائن أزلي (تثنية 32 :40). بالإضافة إلى ذلك، فإن الكتاب المقدس يصف الله جلّت قدرته، بأنه روح وليس له جسد فيقول: “الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا” (يوحنا 4 :24). من هنا نستنتج أن الله ليس كائناً مادياً بل روحياً. وعلى هذا الأساس، فالله لا يمكن أن يتزوج ولا يمكن أن ينجب أولاداً، وهذا جوهر العقيدة المسيحية. ويُخطئ كل من يعتقد أن بُنوّة المسيح لله بنوّة جسدية، لأن الله أحدٌ لم يولد ولا يلد. 

+ طالما أن المسيحيين يؤمنون بأن الله لم يولد ولا يلد، فكيف يعتقدون إذاً أن المسيح هو ابن الله؟ 

– لا يعتقد المسيحيون مطلقاً أن المسيح هو ابن لله من الناحية الجسدية، أو بالمفهوم البشري، بمعنى أنه الله تزوج وأنجب أولاداً. فالمسيح هو ابن الله من الناحية الروحية الصرفة. لقد جاء المسيح إلى العالم ليتمم قصد الله في نشر رسالة المحبة والسلام وفداء البشرية من لعنة الخطية. وكما نعلم، أن المسيح حُبل به من الروح القدس، أي من روح الله (متى 1 :20)، ووُلد من عذراء طاهرة، فهو قدوس الله (مرقس 1 :24). وهذا يعني أنه أرفع من مجرد إنسان أو نبي عادي. فقد حُبل به بطريقة عجائبية، ووُلد بطريقة عجائبية لم يولد بها  أحد سواه. كما ورد في إنجيل يوحنا: “المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح روح هو” (يوحنا 3 :6). فالمسيح هو قدوس الله، إنه كلمة الله المتجسد وروح منه. 

  

+ عرفنا أن المسيح هو قدوس الله، وأنه وُلد بطريقة إلهية عجيبة، روحية وليست جسدية. ولكن هل لنا أن نعرف لماذا يسميه المسيحيون “ابن الله” ولم يسمّوه بأي اسم آخر مثلاً؟ 

– لم يُسمِّ المسيحيون المسيح “ابن الله” ولكن الله نفسه جل جلاله، هو الذي سمّاه بهذه التسمية الفريدة. وهذا ثابت طبعاً من كلام الله. وطالما نحن نؤمن بالله القدير ونصدّق وعوده، فنحن نثق بكل كلامه الوارد على صفحات الكتاب المقدس. ففيه نقرأ أنه عندما كان المسيح يعتمد في نهر الأردن انفتحت السموات له، وظهر روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه، وصوت من السماوات قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت (متى 3 :16-17). وهذا الصوت هو صوت الله القادر على كل شيء، والذي أكّد فيه الله أن المسيح هو ابنه بالروح، فهو كلمة الله وروح منه. 

  

+ وهل هناك دليل آخر يشير إلى أن تسمية المسيح بابن الله، هي من عند الله وليست من عند الناس؟ 

– الكتاب المقدس مليء بالتأكيدات التي تشير إلى أن المسيح هو ابن الله. وإن هذا اللقب أُطلق عليه من قبل أن يولد. فعندما جاء الملاك جبرائيل إلى العذراء مريم ليبشرها بأنها ستحبل وتلد ابناً، خافت، فقال لها:لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدتِ نعمة عند الله، وها أنتِ ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً، وابن العليّ يُدعى(لوقا 1 :30-32). فقالت مريم للملاك: “كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟ فأجاب الملاك: الروح القدس يحلّ عليك وقوّة العليّ تظلّلك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله (لوقا 1 :34-35). وعندما عاد المسيح من أرض مصر مع يوسف ومريم أمه، بعد موت هيرودس الملك الذي كان مزمعاً أن يقتل يسوع ليتخلص منه، كانت عودة المسيح تتميماً لنبوة هوشع النبي القائلة:من مصر دعوت ابني (هوشع11 :1: ومتّى 2 :15) والمعروف أن هذه النبوة وردت على لسان هوشع، أحد أنبياء العهد القديم قبل أن يولد المسيح بمئات السنين. والجدير بالذكر أن إيمان المسيحيين يرتكز على أن المسيح ابن الله، هو مخلص العالم من الخطية. وأن البشارة بالمسيح تدور حول شخص المسيح المخلص، ابن الله الذي قيل عنه في إنجيل يوحنا:والكلمة (أي المسيح) صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لوحيد من الآب، مملوءاً نعمة وحقاً” (يوحنا 1:1-4 و14). إذاً بنوَّة المسيح لله هي بنوّة روحية وليست جسدية أو مادية. 

  

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟