مبادئ إنسانية

لأن رحمة الله لازالت تسعى في الأرض لترد القلوب إليه

15 مبادئ إنسانية

إن كاس الغضب الإلهي لم ينسكب بعد فوق رؤوس الأشرار

لأن رحمة الله لازالت تسعى في الأرض لترد القلوب إليه

إن غضب الله معلن على فجور الناس وآثامهم

ليس كل من يقول يا رب عابد الله

الويل لمن يغضب الله عليه ومن يقع تحت قصاصه العادل

رحمة الله واسعة لكن غضبة الله ساحقة

الله لا يقبل عبادة المتكبرين بل يدعو إلى الخشوع

لقد جعل الله لإنسان بصيرة يستشف بها الحق وروحا تلتقط همسات روحه القدوس

قفز اللصان في لحظة خاطفة فوق سور الحديقة تقدما في حذر شديد نحو القصر الكبير اتجها نحو المدخل الخلفي صعدا درجات السلم تحسس أحدهما بيده مقبض الباب الخشبي الكبير أشعل عود ثقاب يستوضح ثقب الباب وضع الحقيبة على الأرض أخرج حلقة المفاتيح تمتم ببعض الكلمات وأدخل المفتاح بالثقب

وقال: توكلنا على الله

أدار اللص المفتاح دورتين هز الباب برفق ضغط عليه بكتفه إنفتح الباب

تنهد اللص وقال الحمد لله تمت العملية بأسرع مما تصورت لعل الله يكمل فضله ونقدر أننفتح الخزينة أيضا

قال اللص الآخر: الله ينور عليك يا معلم أنت راجل طيب وأيدك مبروكة ولكنني لا أظن أننا سنفتح الخزينة بسهولة

فأجابه الأول قائلا خليك مع الله وربك يسهلها

لا أعلم إن كان مثل هذا الحوار يجري دائما أو أحيانا بين اللصوص لكنني ألاحظ أن الناس كثيرا ما يتوقعون رضاء الله عنهم ومباركته لهم وتقبله لعبادتهم بغض النظر عما بنيت عليه هذه الحياة أو تلك العبادة

والبشر في ذالك يغفلون عن الحقيقة الصريحة وهي أن الله جل جلاله مطلق القداسة كل الطهر والنقاء تحترق قي محضره كل مثاليات البشر ولا تدنو من مقادسه أعظم أعمال الإنسان وأنقى أفكاره فكيف يرضى الله عن دنايانا ورذائلنا؟ وكيف يتقبل منا العبادة الشكلية ومظاهر التقوى والخشوع التي تخدع الناس دون أن يكون لها واقع عميق وأساس راسخ في القلب؟

لا شك أن الله الذي نذكر اسمه القدوس ونحن نفعل الباطل والذي نسبح باسمه بينما نعبده بالشفاه لا بالقلب لا شك أنه غاضب

وغضب الله معلن على فجور الناس وآثامهم والويل لمن يغضب الله عليه ويا لتعاسة ذالك الإنسان الذي يقع تحت قصاص الله الغاضب فرحمة الله واسعة لكن غضبة الله ساحقة

الله غاضب

هناك من يعبدون الله أو هكذا يتصورون لكن الله يرفض عبادتهم بل ويستاء منها إذ ليس كل من يقول يا رب عابد الله فعبادة الله علاقة روحية تحكمها قوانين السماء وتمتحنها موازين الله الدقيقة التي لا تنخدع لذالك فإن الله غاضب على كثيرين من العابدين

الله غاضب على العبادة الشكلية:

إن الله يبغض العبادة الشكلية العبادة التي تقوم على الطقوس والفروض والشكليات والتي تتحرك فيها الشفاه دون القلب وتلتزم بالمواقيت والمواعيد دون المعايشة القلبية الدائمة لروح الخشوع والخضوع إنها عبادة جوفاء خارجية لا عمق لها ولا جذور إنها عبادة لا تصل نبراتها إلى السماء مهما علا صوتها وإرتفع ضجيجها

فكم من أدعية وصلوات وأصوام تثير غضب الله الذي لا يطيق الرياء ولا يطلب الألسنة بل القلوب

الله غاضب على  عبادة الإعلان والتباهي:

هذه العبادة التي تستهدف لفت أنظار الناس والظهور أماهم في صورة التقوى ابتغاء استحسان البشر ومديحهم

هذه العبادة لا تقدم الله لكنها عبادة ذاتية يقدمها الإنسان لتمجيد ذاته

هذه العبادة تدفع صاحبها للتباهي بتعبده فيعلن عنها بكل وسيلة ممكنة وهو يريد أن يراه الناس كلما صلى وهو يريد أن يعرف الناس صومه أو صدقاته فيحيط ذالك بكثير من الإعلان والعلانية

ولا شك أن الله يبغض هذه العبادة الإعلانية الدعائية التي لا تستهدف إرضاءه بل تستغل أقدس شرائعه في تأليه الذات مستثمرة ذالك لمصالحها المادية

الله غاضب على عبادة الكبرياء والترفع:

إن الكثيرين من المتعبدين يلمسهم فكر شيطاني يجعلهم يحسون بأفضليتهم وتميزهم فتصيبهم الكبرياء وتدفعهم للتعالي والترفع فيتجهون إلى إدانة الآخرين والتدخل في شئونهم وخصائصهم وقد يغالون في تطرفهم فيحاكمون الناس ويقهرونهم وكأنهم أربابهم أو سادتهم

وتجعلهم كبريائهم ينسون أنهم بشر غارقون في أفكارهم الشريرة وأحقادهم ودنياهم البشرية كغيرهم من بني الإنسان

إن الله لا يقبل عبادة المتكبرين بل هو سبحانه يدعو الناس إلى التواضع والخضوع فالعابد الحقيقي هو الذي يتصدع قلبه من خشية الله ويرى ذنوبه وخطاياه فينكسر قلبه وتنسحق كبرياؤه

إن الله غاضب على ذوي الهامات الشامخة بالكبرياء الذين ينحنون أمامه بأجسامهم لكن قلوبهم تظل متعالية مستكبرة

الله غاضب على ذوى الولاء المزدوج :

وهناك من يعبدون الله ويعبدون الدنيا نصف القلب لله ونصفه الآخر لأغراض النفس الله ساعة وللهوى ساعة

هذه العبادة المختلطة لا ترضي الله بل تثير غيرة الله سبحانه وتعالى الذي ليس مثله شيء حتى يشاركه قلوب الناس

إن الله غاضب على ذوى الولاء المزدوج الذين لم تتوحد قلوبهم وتتجمع مقاصدهم في عبادة الله لأنهم أسرى خطاياهم وأهوائهم وميولهم التي لم تتحرر منها قلوبهم

ويغضب الله في الساعة التي نسميها ساعة القلب لأننا ننصرف فيها عن عبادته لكنه يغضب بالأكثر في ساعة الرب التي نعبده فيها بقلب منقسم مزدوج الولاء

كيف نرد عنا غضب الله؟

إن غضب الله موجه نحو فجور الناس في هذا العالم الشرير لكن كأس الغضب الإلهي لم ينسكب بعد فوق رؤوس الأشرار لأن رحمة الله لا زالت تسعى في الأرض لترد القلوب إليه

لكن الناس تجيدهم أهواؤهم ويخدعهم شيطانهم ويغرر بهم رفقاؤهم المخدوعون مثيلهم فينجرفون في تيارهم

إن الله في حكمته جعل لكل إنسان بصيرة يستشف بها الحق وجعل في داخل الإنسان روحا تستطيع أن تلتقط همسات روح الله الذي يثرى في أرجاء الدنيا معلنا أن الطريق إليه ليس هو طريق العبادة البشرية الجافة بل هو تغير القلب البشري الساقط بعمل رباني ليصبح قلبا حديديا يرتبط بالسماء ويثرى حديثه بلا كلام إلى الآفاق العلوية وتردد خفقاته في الأجواء القديسة فيرتبط بعهد أبدي بعالم الحياة الخلود الذي لن يراه الآخرون

صرخة إنسانية

يا رب

ما أرهب الوقوع في دينونتك

والويل لي

إذا صببت على كأس غضبك

فإنك إن فعلت

فلك الملك

أنت العادل فيما قضيت

وأنا الذي ظلمت نفسي بإهمالي

 لصوتك الرقيق

الذي يحدثني الآن

يهتف في أعماقي

يصرخ في ضميري

يكسف زيف عبادتي لك

وبطل عقدتي فيك

فارحمني قبل أن تنقضي الأيام

وتنتهي مهلة العمر

ويقفل باب الرحمة

وينسكب كأس الغضب

إنني أصغى لصوت روحك

القدوس

فخلص فكر قلبي السليب

وعقلي المخدوع

لأعرف طريق الخلاص من غضبك

وطريق الحياة الأبدية

في حمى رحمتك

ورضاك

يا رب

 

لأن رحمة الله لازالت تسعى في الأرض لترد القلوب إليه
لأن رحمة الله لازالت تسعى في الأرض لترد القلوب إليه

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟