مبادئ إنسانية

الله يملأ كل القلب

 30 مبادئ إنسانية :

إذا لم يملأ الله كل القلب

يسكنه كل الخوف في كل العمر

قالوا عن الخوف:

الخوف روح هانم في طرقات الحياة يبحث عن بيت يأويه ومسكنه المفضل هو القلب الخالي من خوف الله

نحن نخاف الناس كثيرا لأننا نخشى الله قليلا

كنت أحب أبي وأخافه أيضا لكن أربطة الحب كانت دائما أقوى من قيود الخوف

الخوف هو الضريبة الغالية التي لابد أن يدفعها المذنب والضمير مثل مأمور الضرائب الذي يحاسبه ويحدد له مقدار الخوف الذي ينبغي أن يعيشه كلما زادت معاملاته مع الشر

إن الله يحررنا من الخوف بإحدى طريقتين إما بإبعاد الأشياء التي تخيفنا أو بمنحنا الشجاعة حتى لا نخاف

التقوى طريق عظيم له مدخل متواضع هو خشية الله

الخوف لص خطير يسرق الاتزان والمنطق والعقل والحكمة فلا تنتظر قرارا سليما من إنسان خائف

جلست في السيرك مطمئنا فقد كان يفصلني عن الوحوش سور حديدي ثم دعاني المدرب للدخول فكرت قليلا ثم أثرت ألا أدخل في مكامن الخوف فالذين لا يريدون الوقوع في دائرة الخوف عليهم أن يحفظوا أنفسهم خارج دائرة الخوف عليهم أن يحفظوا أنفسهم خارج دائرة الشر دائرة الأنياب الطائشة

رغم أنني لا أعرف البحر المجهول الذي يقود الله فيه سفينة عمري إلا أنني لا أخاف شيئا فمع أن الطريق مجهول تماما إلا أن القائد معروف تماما

حين وضعت نفسي في خدمة الملك صرت تابعا للملكة أيضا كان الملك هو الخطيئة والملكة كانت الخوف فمن يخدم خطاياه تستعبده مخاوفه

في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي أكتشف كريستوفر كولمبس جزيرة صغيرة تسمى جزيرة جاميكا فيما كان يسمى بجزر الهند الغربية وكان جميع سكانها في ذالك الوقت من الزنوج السود

وبالطبع لم يكن اسمها جاميكا إذ لم تكن لهذه الأراضي الجديدة أسماء معروفة بل كان الرحالة يطلقون الأسماء على المواقع التي يستكشفونها حسبما يلاحظونه من الملامح الخاصة أو الظواهر المميزة لكل موقع يحلون به

في ذالك الزمن البعيد أطلق الإسبانيون على جزيرة جاميكا اسما غريبا إذ أسموها أرض الناظرين إلى الخلف

ولهذه التسمية قصة أليمة ففي تلك الأيام السالفة كان المغامرون والقراصنة وتجار الرقيق يذهبون إلى تلك الجزيرة النائية لصيد العبيد

ولم يكن أمام هؤلاء الجاميكيين البؤساء سوى الهروب إلى الجبال تتبعهم فرق القراصنة المسلحة التي كانت تحملهم إلى العبودية والموت والعذاب بعيدا عن الأهل والوطن

 

من أجل ذالك كان الخوف والفزع يملأ قلوب الهاربين ويجعلهم ينظرون إلى الجبال بعين واحدة ويراقبون القناصة بالأخرى

عيونهم دائما خلف أكتافهم يتقدمون إلى الأمام ورؤوسهم متجهة إلى الوراء فقد تعلقت العيون المذعورة بأشباح المطاردين الأشداء من وحوش تجار الرقيق الذين يتتبعونهم

ومن هنا أسميت الجزيرة بأرض النظر إلى الخلف

ومع أن تجارة الرقيق قد ذهبت إلى غير رجعة لكن الخوف لم يذهب أبدا من قلوب الناس لقد أصبح الخوف هو تاجر الرقيق الذي يطارد البشر في كل موقع وبكل سلاح يسرق الطمأنينة من العيون ويبدد الأمن والسلام

في أيامنا هذه وفي زمن الحضارة والتقدم العلمي تكاد الأرض كلها تكون أرض الناظرين إلى الوراء فالمخاطر المتنوعة التي تطاردنا كثيرا ما تجعل خطانا قلقة ورؤسنا مضطربة وأبصارنا زائغة

فمن كثرة الشرور والخيانة أصبحنا دائما نتوقع الشر قادما من وراء ظهورنا

باختصار فقدنا الإحساس بالطمأنينة فأصبح الخوف ظلنا

الخوف ما له وما عليه

من نعم الله علينا أننا عرفنا الخوف فالخوف هو الذي يجعلنا نهرب من المخاطر ولو لم نكن نخاف لداهمتنا المصائب

فالخوف هو صفارة الإنذار التي تنطلق بداخلنا لتحمينا من عجلات قطار أو سيارة أو كلب مسعور أو قاطع أو ميكروب في طعام مكشوف

والخوف إحساس سائد يباغت كل الناس في وقت من الأوقات فكل البشر يخافون لسبب أو آخر وفي وقت أو آخر

والناس يخافون بدرجات متفاوتة: فالبعض يخاف خوفا معتدلا على حين يقع آخرون تحت وطأة خوف هائل مدمر يصيبهم بالرعب والفزع

والخوف الشديد هو أحد عوامل الهدم في مسيرة البشر فهو إذا استبد بالقلوب فإنه يطفئ العادة والأمل ويصادر المبادرة والحكمة والرأي والمبدأ فالروح المضطربة لا تستطيع أن تتقدم في مسيرة متزنة أو مخطط سليم

وقد يكون الخوف طبيعيا له ما يبرره وقد يكون الخوف مرضيا تبعثه الهواجس السوداء التي تصورها الوساوس والشكوك والمخيلة القلقة والتي قد تسيطر على صاحبها وتدفع به إلى الجنون أو الجريمة أو الانتحار

وكم من خائف مسكين يرتعب من مخاوف لا وجود لها ويعتريه قلق ليس له ما يبرره

والمخاوف متنوعة

والعالم ملئ بأسباب الخوف فهناك الجريمة والمجرمون وهناك الصراعات الوحشية والتنافس والقتال بين البشر وهناك الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين وهناك المجاعات والكساد…الخ

هناك خوف من الماضي بأحداثه وخبراته المتكررة وأسراره الخبيئة وهناك الخوف المتوجس من المستقبل وما فيه من مفاجآت

هناك خوف من الحياة وخوف من الموت من الوحدة من الناس خوف من الصوت وخوف من الصمت خوف من الظلام وخوف من الأضواء

والناس يخافون سواء كانوا فقراء لا يجدون قوت يومهم أو أثرياء لا يعرفون كيف ينفقون ثرواتهم

ففي أكبر دولة في العالم الولايات المتحدة يتناول الناس في كل ليلة ما يزيد على عشرة ملايين قرص من الأدوية المهدئة والمنومة للتغلب على القلق والخوف

وفي مدينة نيويورك مثلا يبلغ مرضى الخوف والقلق خمسون بالمائة من عدد نزلاء المصحات

وكما يخاف الأفراد تخاف الشعوب أيضا فالأفريقيون مثلا يخشون المجاعات بينما الآسيويون الزلازل ويخشى الأوربيون نفاذ الطاقة والتغيرات السياسية السريعة ويملأ الرعب قلوب الأمريكيين خوفا من أمراض العصر الإيدز والأورام والتفكك العائلي والإدمان والجريمة والاغتصاب..الخ

خوف يحرر من الخوف

هناك قصة عن شاب أمريكي هزم الخوف بالخوف وحين اتجه إلى الكرسي الكهربائي لينفذ حكم الإعدام لم تفارقه ابتسامة الطمأنينة

كان للرجل صديقا حميما شاركه رحلة الصبا والشباب لكن الصديقين اختلفا وتشاجرا وفي لحظة غضب قتل الرجل صديقه ولم يره أحد

عاد إلى بيته حيث كانت صورة القتيل معلقة على الحائط نظر في عينيه وخاف انتزع الصورة من موضعها ليلقى في المدفأة لكنه أعادها سريعا لئلا يثير اختفاءها الشكوك من حوله

أطفأ نور الغرفة حتى لا يرى وجه صديقه لكنه في الظلام خاف أكثر كانت الصورة في الظلام أكثر وضوحا وأوضح تعبيرا أدرك أن الخوف قد عشش في داخله اختلط الخوف بدمه سرى في كل كيانه ملأ أوردته وشرايينه واحتاج الرجل لمن يشق صدره وينتزع الرعب من داخله

وذهب الرجل ليعترف..

وفي حلته الحمراء داخل الزنزانة لم يستطع أن ينام كانت الصورة ماثلة أمامه

وفي الليل صار عملاقا ماردا رهيبا

وجثا الرجل على ركبتيه وبكى صرخ إلى الله وامتلأت الحجرة الصغيرة من الحضور الإلهي وأحس بروح قدسي يتحرك في كيانه وامتلأ بخوف شديد اهتز له جسده  بكى وأعترف بجرمه وحاجته ثم غاب في عالم آخر لم يعلم كم مر عليه من الوقت لكنه حين عاد إلى وعيه أدرك أن المعجزة قد حدثت لقد اختفى الخوف البغيض من قلبه تماما وامتلأ قلبه من خشية الله هربت كل مخاوفه القديمة وملأ خوف الله قلبه بالطمأنينة والسلام

إن الخوف من الله يحررنا من كل المخاوف الأخرى

صرخة إنسانية

يا رب

في داخلي ميكروفون

مكبر صوت رهيب

يحول دقات قلبي إلى طبول

يحول خوفي إلى رعب قاتل

امتلأ رأسي بالمخاوف

امتلأت أذناي بصدى الذنب

امتلأ قلبي بأوجاع الخطيئة

صار الخوف عملاقا ماردا رهيبا

أخاف نور الصبح

مثلما أخاف ظلام الليل

لا أدري:

أين أهرب من ذنبي؟

أين اختبئ من خطيئتي؟

كيف أتحرر من مخاوفي؟

إني أجئ إليك بذنوبي كلها

إني أعترف لك بكل خطاياي

إني التمس الأمن بيديك

فاكتشف لي طريقك الآمن

وخلاصك الأبدي

يا من تهب الطمأنينة للقلوب

الواجفة

اغفر لي

أملأني من خوفك

وحررني من كل خوف آخر

اليوم وغدا وكل العمر

وبعد الرحيل

يا رب

 الله يملأ كل القلب
الله يملأ كل القلب

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟