مبادئ إنسانية

السماء تقدم حلا واحدا

27 مبادئ إنسانية :

إن السماء تقدم حلا واحدا لجميع مشاكل البشر

هو العودة إلى الله بقلب صادق

يريد الله لنا عالما بلا مشاكل وحياة بلا دموع لكن قلوبنا ليست مستعدة للسلام وعيوننا ليست مؤهلة للفرح

كان تشارلز شبسون رجلا عظيما حقق نجاحا كبيرا كمعلم وكاتب ومتحدث قدير

ويقول تشارلز إنه تعلم في بداية حياته درسا هاما أفاده بقية العمر ففي عصر أحد الأيام حين كان طالبا بالجامعة غمره إحساس شديد بالحزن وحاصرته الهموم وتشابكت المشكلات وأغلقت في وجهه جميع الأبواب حتى سقط في دوامة من اليأس القاتل

وفي ذالك اليوم امتنع تشارلز عن تناول الطعام وترك المدينة الجامعية وسار إلى موقع خلاء في اتجاه الجبل وهناك وجهه إلى السماء وصرخ في ألم قائلا ” يا رب.. ماذا يمكن أن أفعل وسط كل هذه المشكلات المعقدة؟ لقد تشابكت الأمور تماما ولا حل لها نعم لا حل لها ؟”

ويضيف تشارلز قائلا وفي مرارة الضياع والفشل جلست على حجر خشن ووضعت رأسي بين كفي وبكيت بكاء شديدا ومضت لحظات ثم فتحت عيني المبللة بالدموع فرأيت تحت قدمي مباشرة عنكبوتا صغيرا نصب خيوطه بين الأعشاب البرية في دائرة واسعة واستقر في أحد الأركان ينتظر صيدا وبعد لحظات سقطت حشرة دقيقة جدا فوق بيت العنكبوت وعبثا حاولت الخروج من بين الخيوط اللزجة فلما زاد اضطرابها أخذت تضرب بأقدامها بشدة في محاولة مستميتة للهرب لكن ضرباتها نبهت العنكبوت الذي اندفع نحوها وأخذ يلف حولها الخيوط حتى صارت عاجزة تماما عن الحركة رغم أنها لازالت حية وفي تلك اللحظة الحاسمة مددت طرف إصبعي والتقطت الحشرة الصغيرة فأبعدتها عن خيوط الخطر

ويقول تشارلز شبسون ” وتفكرت في الأمر فقلت لنفسي: إنني أشبه هذه الحشرة الصغيرة فمع أنني لازلت حيا إلا أنني عاجزا تماما فقد التفت حولي خطوط كثيرة من المشاكل المتشابكة اللزجة ومن الواضح أنني لا أستطيع الآن أن أفعل شيئا ولن ينقذني غير إصبع الله ينتشلني إلى الحرية بعيدا عن خيوط الخطر

وفي نفس اللحظة عدت أطلب الله ولكنني في هذه المرة لم أسأله ماذا أفعل بل طلبت أن يمد يده إلي فينتشلني ولقد فعل

واليوم وكلما تعقدت المشكلات أطلب الله ودائما تنقذني يده الحانية

المشكلات أنواع

المشكلات التي يواجهها الناس ليست جميعها متشابهة فهناك مشكلات عامة يشترك فيها آلاف الناس كالحروب والأوبئة وهناك مشكلات خاصة يواجهها أعداد محدودة من البشر كالكساد التجاري أو الحوادث كما أن هناك مشكلات فردية بحتة يواجهها فرد بعينه وأمثلتها كثيرة

ومن المشكلات ما هو وقتي عابر يظهر فجأة ثم يزول ومنها ما هو متوطن لزج ثقيل الظل يخيم على الناس جيلا بعد جيل

غير أن المشكلات يمكن أن تصنف حسب أسبابها ونتائجها تحت أربع طبقات هي:

1 مشكلات الصراع مع الطبيعة:

فقد حاول الإنسان منذ فجر التاريخ أن يخضع قوى الطبيعة فاستأنس الحيوانات وأخضعها لخدمته واستنبت الأرض وأكل خيرها وقهر البحور والجبال ثم اقتحم الجو وغزا الفضاء .. الخ ومن خلال علاقات الإنسان بالطبيعة وكان عليه أن يواجه مشكلات كثيرة فهناك مشكلات الطقس كالحرارة الشديدة والبرودة القارسة وهناك الأعاصير والرياح والعواصف والجفاف ثم البراكين والزلازل والصواعق والسيول…الخ هذه الظواهر الطبيعية التي يترتب عليها ملايين المشكلات لملايين البشر أضف إلى ذالك ما تسبه الأحياء ومن وحوش وحشرات وقوارض وميكروبات

وفيروسات قاتلة ما يتصاعد من غازات أبخرة وسموم وما يترتب على ذالك من أوبئة وأمراض ومجاعات..الخ

فالإنسان في صراع دائم مع الطبيعة التي يحاول دائما إخضاعها وتسخيرها فيتغلب عليها مرة وتغلبه مرات

2 وهناك مشكلات يصنعها الإنسان للإنسان:

فمنذ البدء أيضا يتقاتل الإخوة ويتشاحن الأقرباء ويتنافس الزملاء وتتصارع الأمم وتتحارب الدول فينتج الخراب والتمزق والتشرد والدمار والموت مع ما يترتب على ذالك من ملايين المشكلات لملايين البشر

3 وهناك مشكلات الصراع الداخلي صراع الإنسان مع ذاته  :

ففي داخل الإنسان تتصارع رغبات كثيرة وتتحرك غرائز جبارة تحاول جميعها أن تسيطر على عقل الإنسان وجسده

لذالك تتخالط في نفس الإنسان مشاعر متباينة من الحب والكراهية والخوف والحقد والحنين والتضحية..الخ وكثيرا ما يصيب الشلل إرادة الإنسان الحائر بين ما ينبغي أن يعمل وما يعمله فعلا وفي وسط هذه الصراعات الداخلية الكثيرة لابد أن تتعقد الأمور وتظهر المشكلات التي ترهق العقل والنفس والجسد

4 وهناك المشكلات الروحية العظمى مشكلة عجز الإنسان عن أن يحيا ككائن روحي مرتبط بالله في علاقة أبدية

فالإنسان مخلوق متميز له طبيعة روحية وله تكوين خاص يؤهله لبناء علاقة خاصة بالله الخالق فهو لذالك لا تتوافر له أسباب الحياة السعيدة بغير الصلة الوثيقة والارتباط الدائم بالله يتصل به ويعيش له ويستمد منه قوته ويستريح في أحضانه ويتمم خطته في الزمن ثم يعود في النهاية إليه

وعلى الجانب الآخر فإن انفصال الإنسان عن الله روحيا وابتعاده عنه يضعه في قلب المشكلات فالابتعاد عن الله كخروج عربات القطار من قضبانه لابد أن يؤدي إلى ترنح الإنسان واهتزازه ثم سقوطه ودماره

إن الارتباط الروحي السليم بلله هو الذي يحفظ توازننا ويضمن سلامتنا وإذا لم يكن الله قائدنا تقودنا قاطرة أخرى هي قاطرة شهواتنا وميولنا الجسدية فنتحول إلى عبيد لرغباتنا التي لا تشبع واحتياجاتنا التي لا تنتهي ونظل نصارع الحياة وتصرعنا حتى يفاجئنا الموت

ولعل قصة الألم في عالمنا ترجع إلى هذا السبب وهو عدم إدراك الإنسان لطبيعة الروحية ولذالك يعيش ملايين الناس وفي نفوسهم ملايين المشكلات لأن أرواحهم لم تتصالح بعد مع الله فتستريح بين يديه

أم المشاكل

ولعل أم المشاكل هي بذرة الخطيئة التي زرعها الشيطان يوما فأصبحت غابة من الشر وستارا فصالا بيننا وبين الله ولقد أنبتت الخطيئة ثمار العار والخوف والمرض والقلق والضياع وأوجدت الصراعات والحروب والقتل والنهب والسلب والاغتصاب  وزعزعت السلام والأمان وسكينة النفس وفوق الكل قطعت صلة الإنسان الخاطئ بخالقه العظيم فأعتم نهار الخليقة المشرقة بضباب السقوط والانهيار

لقد أصبح للإنسان أطعاما وأنيابا وأظافر دامية وشهوة شرسة فصارت الحياة الإنسانية نسيجا معقدا من المشكلات المتشابكة

إن الخطيئة هي البذرة الأولى لجميع مشاكلنا العامة وهي الأم الحاضنة لجميع مشاكلنا الخاصة فالمشكلات الصغيرة في البت والعمل هي صورة مصغرة للمشكلات العظيمة بين الدول والجيوش وجميعها ثمار مرة يتذوقها الكبار والصغار الأفراد والجماعات

والسماء تقدم حلا واحدا لجميع مشاكل البشر وهو العودة إلى الله بقلب صادق

إن الله لنا عالما بلا مشكلات وحياة بلا دموع لكن قلوبنا ليست مستعدة بعد لسكنى السلام وعيوننا ليست مؤهلة للفرح فالقلب الذي تسكنه الخطايا يهجره السلام وتنبت في أركانه الأشواك

صرخة إنسانية

يا رب

تشابكت حولي المشكلات

حتى صارت نسيجا خشنا

أشواكا تؤلم جسدي

تقلق فكري

تعذب روحي

تعقدت مسالكي

صارت أقدامي تتعثر في دروب

وعرة

اتسعت في قلبي دائرة الهم

ازدحمت في صدري أحزان السنين

ضاقت حلول الأمس

لم تعد رداء صالحا لمشكلات

الغد

ولم تعد دواء شافيا لمتاعب

الحاضر

صارت بذور الخطيئة غابة حزن

أغصانا وحشية

لا تخترقها الأفراح

فأفتح لي بابا للفرح

أكشف لي طريقا للعودة

فحين تضيء أضواء الأبدية في

حياتي

ستختفي مشاكلي في دفء

أحضانك

يا رب

 

السماء تقدم حلا واحدا
السماء تقدم حلا واحدا

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟