مبادئ إنسانية

أبواب السماء

23 مبادئ إنسانية :

سيحقق الله لناما يفوق أحلامنا

فأبواب السماء أوسع من أحلام البشر

بعد يوم طويل من العمل الشاق في الغابة عاد الصديقان إلى الكوخ ليناما فيه حتى الصباح ولم يكن في الكوخ ما يأكلانه سوى رغيف من الخبز الجاف اقتسماه بينهما واستسلما للنوم

وبعد قليل استيقظ أحد الرجلين وأحس بجوع شديد فلم يستطع النوم حتى الصباح أما الرجل الآخر فأستغرق في نوم عميق

وعلى ضوء الشمعة الخافت راح الأول يراقب وجه زميله النائم فرآه راقدا وقد ارتسمت على وجه علامات الرضا والسرور وعندما اقترب منه وحدق في وجهه رآه يحرك فكيه وكأنه يأكل طعاما لذيذا قال الرجل لنفسه ياله من صديق خائن يأكل الطعام وحده ويتركني أتضور جوعا

ومرت ساعات الليل ثقيلة طويلة قاسية فقرر أن يضع نهاية ليغظه فأيقظه رفيقه النائم

وما أن أستيقظ الرجل حتى صرخ في وجه صديقه قائلا ماذا فعلت؟ لقد أضعت كل شيء

كانت الدجاجة المحمرة جاهزة في يدي الطاهي وكان الطاهي في طريقه ليضعها أمامي على المائدة وإذ بك توقظني يالك من صديق حاقد تكره لغيرك الخير

قال الأول بل أنت الصديق الأناني الذي أردت أن تأكل الدجاجة وحدك وأنا أهلك جوعا

قال الرجل الآخر: وهل معنى الصداقة أن تأكل أنت نصف دجاجتي ول يكفي نصف الدجاجة الباقي لإطعام رجل مثلي بعد يوم شاق؟

قال الأول: كان يمكن أن تطلب من الطاهي دجاجتين أو ثلاثة أو عشرة دجاجات هل دفعت شيئا؟

وهنا أفاق الاثنين وتذكر أن الأمر لا يزيد كونه حلما مجرد حلم رجل جائع يجتر في نومه الأماني

أحلامنا .. مرآة نفوسنا

حين نقف أمام المرآة فإنها تعكس لنا أمانة وصدق صورة أشكالنا وملامح وجوهنا وتقوم الأحلام بشيء شبيه بهذا فهي تعكس لنا صورة اهتماماتنا وملامح نفوسنا لذالك يحلم الجائع بسوق الخبز ويرى المريض في حلمه رجالا بملابس بيضاء يحيطون به ويقدمون له العلاج والشفاء…الخ

 وربما تكون الأحلام تسريبا لما نختزنه في عقولنا الباطنية في أثناء الصحو

وربما تكون أحلامنا مجرد انعكاس للحياة الفسيولوجية التي تعيشها أسجادنا في هذه الطعام ومواجهة الاضطرابات الجسدية وحالة الدورة الدموية الخ

ورما تكون الأحلام تصفية لمخزون زائد من الانفعالات والعواطف المتراكمة وراء ستار الوعي

ومهما كانت التعريفات المختلفة فإن الأحلام هي في جملتها ترديد لما يشغل بالنا مما نرغب فيه ونتمناه أو نهرب منه ونخشاه

الأحلام والأمنيات

كثيرا ما ترتبط الأحلام بالأماني فحين تكون الأماني قريبة يمكن تحقيقها نعتبرها مجرد أمنيات فإذا كانت أمانينا بعيدة المنال نسميها أحلاما

ولبعض الناس آمال مستقبلية عريضة والبعض الآخر آمالهم محدودة وأًحاب الآمال الواسعة دائما يفتحون بأحلامهم أبواب الأمل على حين يعيش الآخرون في واقع جاف

وبعض الناس لديهم القدرة على تحويل ألامهم إلى برامج عمل حتى يصبح الحلم حقيقة على حين يعيش آخرون في أحلامهم دون أ، يبذلوا جهدا لتحقيقها وقلما تتحقق

ولعل ذالك يذكرنا بقصة الأعرابي الفقير الذي جلس على باب خيمته مستلقيا تحت ظل نخلة عوجاء فلما أدركه الجوع قال لزوجته : كم أتمنى أن يزورنا الأمير اليوم فيحضر لنا معه خروفا ثمينا نذبحه ونشويه ونقيم حفلا عظيما لجيراننا

وضحكت الزوجة كما ضحك الرجل من حلمه الطريف الذي أطلقه خياله وبطنه الخالي

فلما جاء المساء سمع الرجل من يناديه بالخارج وإذا بواحد من الجيران يقول: أعطنا من الخروف الذي أحضره الأمير فقد ملأت رائحة الشواء أنوفنا

وضحك الأعرابي قائلا: إن جيراني أعجب مني فإنهم يشمون رائحة الأحلام وإذا كانت أحلامي لم تشبعني فإن رائحتها لن تنفعهم

من حقنا أن نحلم

ليس من بين حقوق الإنسان التي يكفلها القانون حق اسمه حق الحلم ومع ذالك فإن كل إنسان يمارس هذا الحق كما يشاء ويحلم بما يشاء دون أن يستأذن أحدا من الناس حتى الذي يتوارثون إلى ذهنه في المنام والذين تستدعيهم أحلمه من نومهم

وحرية الإنسان في أن يحلم لا حدود لها فالنائم مثلا : لا يهتم بالنازية إذا حلم أنه هتلر ولا يصفق له أحد إذا حلم أنه نابليون.. أو الحسد هكذا ومع ذالك فإن سرد الأحلام قد يأتي بالعداوات وقد يثير السخط كما في قصة يوسف الصديق

إننا نحلم بما نشاء ولا يستطيع أحد أن يلومنا أو يوبخنا أو يمنعنا من أن نحلم

أحلام اليقظة

وفي كثير من الأحيان لأننا نحلم في الصحو كما نحلم في المنام

ورما تكون أحلام اليقظة مجرد استرجاع لذكريات قديمة أو أحداث قريبة يلذ لنا أن نستعيدها وربما تكون أحلام اليقظة استرسالا مريضا في خيالات كاذبة وتصورات وهمية لكي نغطي بها عجزا أو فشلا أو ضعفا أو نقصا

لكن هناك أحلاما واعية متزنة قد تأتينا نهارا ونحن في تمام صحونا

فكثير من المشروعات الناجحة أو الاختراعات العظيمة بدأت بأحلام واعية في عقول مفكرين عظماء تخطت أفكارهم حدود المألوف والمعروف والمقبول إلى آفاق أبعد ومجالات غير مطروقة أو مفهومة وهذا التفكير العميق الحالم كثيرا ما يبدع أعمالا فنية أو أدبية خالدة

وبعض الناس قادرون على الحلم ولكن الكثيرين أيضا لا يستطيعون أن يحلموا فعقولهم يقظة متوترة وذاكرتهم متوقدة سريعا ما تطفئ خيالاتهم وتوقفهم أمام صور ذهنية واضحة ليس بها استرخاء الحالمين

أعظم من أحلامنا

من الأمور المشجعة لنا الله الذي أحب الإنسان وميزه عن سائر الخلق فتح أمامه آفاقا لا حدود لها

فمهما كانت أحلامنا عظيمة فإن ضمانات السماء أعظم ومهما كانت تطلعاتنا فإن عطاء الله أكثر

إن الله يريدنا أن نقبل إليه بقلوب واثقة تتحدى المستحيل ويريد أن نأتي إليه بحياتنا الفاشلة ليصنع منها حياة منتصرة ويريد أن نقدم إليه محاولاتنا الذاتية المتعثرة فيحولها إلى بركات إلهية فائضة

إن روتين الحياة اليومية وكثرة الإحاطات قتلت في عيوننا أحلام التغيير وأنماط العبادة اليومية الجافة قتلت في قلوبنا روح الإيمان الواثق المتطلع

هناك قصة شهيرة عن شاب متمرد ترد بيت أبيه وسافر إلى بلاد بعيدة حيث بذر أموال أبيه بإسراف وبذخ حتى نفذ المال وانفض عنه الأصدقاء فالتحق الشاب بخدمة أحد الأثرياء فأساء معاملته فعرف لون الحياة الجافة الخشنة حيث أدركه الجوع والعرى والمرض والمهانة والذل

وجلس الشاب يبكي حاله ويتذكر بيت أبيه وتمنى أن يعود إلى البيت ليعمل أجيرا في حقول أبيه فحياة الخدم في قصر والده أفضل كثيرا من حياته حيث هو

وأحس الشاب أن قبول أبيه له كخادم في البيت حلم بعيد المنال فهو قد خرج عن طوع أبيه وتمرد عليه كما أنه بدد ثروة أبيه وأساء إلى اسمه وشرفه

وظل الشاب مترددا في العودة إلى بيته حتى ضاقت به الأمور ولم يعد يطيق الحياة في عصيانه فمضى إلى بيته القديم بأقدام حافية وملابس ممزقة وقلب خافق

وحين وصل الابن إلى مدخل المدينة رآه الأب فاندفع نحوه وضمه إلى صدره وقلبه وأمر الخدم بإلباسه أفخر الثياب وإعطائه الكرامة كسيد القصر وإقامة الولائم الأفراح احتفالا بعودته

لقد كان الاستقبال الحار فوق كل تصور أو خيال أو حلم

إن كنوز الحب عامرة

وأبواب السماء واسعة

ورحمة الله تتسع لكل أحلام العائدين

ومن حقنا أن نحلم أحلام الإيمان

 فسيحقق الله لنا ما يفوق أحلامنا

فأبواب السماء أوسع من أحلام البشر

صرخة إنسانية

يا رب

إني ألتفت إلى نفسي

فيصبيني اليأس

فحياتي ساقطة فاشلة دنسة

لكن حين أتطلع إليك

يراودني الأمل

أحلم بيوم الخلاص

يوم تمتد يدك الحانية

فتغسل القلب الشرير

وتمزق التاريخ الساقط

وتسقط صفحات الإثم

وتقتلع جذور الشر

أحلم بيوم الخلاص

حين ترفع عن عيني قشور الزيف

فيسطع أمامي نور حقك

إني أتطلع الآن إليك

فأبواب رحمتك واسعة

وأبواب خلاصك مفتوحة

وأنا غارق في خطيئتي وريائي

لكن حبك ملجأي وإيماني

وفي حبك يصير الحلم حقيقة

ويصبح الأمل واقعا

يا أرحم الراحمين يا رب

أبواب السماء
أبواب السماء

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× كيف لي ان اساعدك ؟